فمحمد صلىاللهعليهوآله وصيّ آدم ، ووارث علمه ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجلين ، وتأويل القرآن العظيم.
وعليّ بن أبي طالب الصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، ووصيّ محمد ووارث علمه وأخوه.
فما بالكم ـ أيتها الأمة المتحيّرة بعد نبيّها ـ لو قدّمتم من قدّم الله ، وخلّفتم الولاية لمن خلّفها له النبيّ ، والله لما عال وليّ الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولا سقط سهم من فرائض الله ، ولا تنازعت هذه الأمة في أمر دينها ، إلّا وجدتم علم ذلك عند أهل بيت نبيكم ؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه العزيز : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ)(١) فذوقوا وبال ما فرّطتم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٢).
نجوى جمع من الصحابة ليلا :
مرّ صدر خبر البراء بن عازب الخزرجي في إخباره بني هاشم في بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن البيعة لأبي بكر أصيل يوم الاثنين يوم وفاته صلىاللهعليهوآله ، وفيه يقول :
فلما كان الليل (ليلة الثلاثاء) خرجت إلى المسجد ، فلما صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله صلىاللهعليهوآله بالقرآن ، فامتنع عليّ القرار ، فخرجت إلى فضاء بني قضاعة إذ وجدت فيه نفرا يتناجون فيما بينهم ، فلما دنوت منهم سكتوا ، فانصرفت عنهم ، وما عرفتهم ولكنهم عرفوني فدعوني إليهم فأتيتهم.
__________________
(١) البقرة : ١٢١.
(٢) الشعراء : ٢٢٧ ، والخطبة في تفسير آل عمران من تفسير فرات الكوفي : ٨١ ، الحديث ٥٨ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٨ : ٢٤٧ ، وفي تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٧١ ، وما عدا المقطع الأخير في كتاب سليم بن قيس ٢ : ٥٩٢ ، الحديث ٤.