فدعا رسول الله فاطمة (١) فقال لها : يا بنيّة ، إن الله قد أفاء على أبيك بفدك واختصّه بها ، فهي لي خاصة دون المسلمين أفعل بها ما أشاء ، وإنه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر ، إن أباك قد جعلها لك بذلك وأنحلتك إياها تكون لك ولولدك من بعدك.
فدعا بأديم عكاظي (من أديم عكاظ) ودعا بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام فقال له : اكتب بفدك نحلة من رسول الله لفاطمة (فكتب) وشهد ، و(معهم) أم أيمن ومولى لرسول الله (٢).
وعن الكاظم عليهالسلام قال للمهدي العبّاسي : أوحى الله إلى رسوله صلىاللهعليهوآله أن ادفع فدك إلى فاطمة عليهاالسلام. فدعاها رسول الله فقال لها : يا فاطمة ، إن الله أمرني أن ادفع إليك فدك. فقالت له : يا رسول الله قد قبلت من الله ومنك.
ثم قال عليهالسلام : فلم يزل في حياة رسول الله وكلاؤها فيها (٣).
وصادرها الخليفة :
قال عليهالسلام : فلما ولي أبو بكر أخرج منها وكلاءها ، فأتته تسأله أن يردّها عليها فقال لها : ايتني بمن يشهد لك بذلك. فجاءت بأمير المؤمنين (وفي التهذيب : والحسن والحسين) وأم أيمن فشهدا (أو شهدوا) لها (٤).
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢٠٨ ـ ٢٠٩.
(٢) الخرائج والجرائح عن الصادق عليهالسلام ١ : ١١٣ وفي الخبر السابق عن الباقر عليهالسلام : وكتب لها كتابا. وإليه الإشارة في خبر آخر عن المفضل بن عمر عن الصادق عليهالسلام ، في بحار الأنوار ٥٣ : ١٧ وفي خبر آخر عنها عليهاالسلام عن إرشاد القلوب في بحار الأنوار ٣٠ : ١٩٤.
(٣) أصول الكافي ١ : ٥٤٣ ، الحديث ٥ ، والمقنعة : ٢٨٩ ، والتهذيب ٤ : ١٤٨ ، الباب ١ ، الحديث ٣٦.
(٤) المصدر السابق.