بحديث السفينة ، فقال له عثمان : كذبت! وكان علي عليهالسلام حاضرا فقال لعثمان : إنما كان لك أن تقول كما قال العبد الصالح (إِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)(١) ، فما أتمّ الآية حتى قال له عثمان : بفيك التراب! فقال له علي عليهالسلام : بل بفيك التراب (٢).
أبو ذر وعثمان :
قال اليعقوبي : وبلغ عثمان أنّ أبا ذر يقعد في مسجد رسول الله فيجتمع الناس إليه فيحدّثهم بما فيه طعن عليه ... ويقع فيه ، ويذكر ما غيّر وبدّل من سنن رسول الله وأبي بكر وعمر (٣).
وقال المرتضى : روى جميع أهل السيرة على اختلاف أسنادهم وطرقهم : أن مروان رفع ذلك إلى عثمان ، فأرسل عثمان إليه مولاه ناتلا : أن انته عمّا بلغني عنك!
فقال أبو ذر : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله وعيب من ترك أمر الله! فو الله لئن أرضى الله بسخط عثمان أحبّ إليّ وخير لي من أن أسخط الله برضاه!
فغضب عثمان لذلك ولكنه صبر وكفّ عنه (٤).
__________________
(١) غافر : الآية ٢٨.
(٢) كما في بحار الأنوار ٣١ : ٢٩٢ بتحقيق اليوسفي الغروي ، ولم ينشر القسم الثاني من تقريب المعارف في النسخة الوحيدة المنشورة ، ولا يوجد كتاب تاريخ الثقفي الكوفي الاصفهاني (م ٢٨٣ ه).
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٧١.
(٤) الشافي ٤ : ٢٩٣ ، وتلخيصه ٤ : ١١٥.