ابتاع مروان خمسها بمائتي ألف دينار ، ثم كلّم عثمان فوهبها له! والمظنون أن ذلك كان بعد تزويجه إياه بابنته أمّ أبان ، وحينها أمر له بمائة ألف أيضا (١).
وزوّج ابنته الأخرى عائشة للحارث بن الحكم أخي مروان وأعطاه ثلاثمائة ألف درهم ، وقدمت إبل الصدقة فوهبها له ، وأقطعه أرض مهزوز التي كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآله بجوار مسجده فتصدق بها للمسلمين فاتخذوه سوقا ، وكان الخلفاء يعشّرونهم يوما ، فكان عامل الصدقات على السوق يأتي بالأعشار مساء إلى عثمان ، فأتاه يوما فقال له عثمان : ادفعها إلى الحكم بن أبي العاص (٢).
عثمان يطعم الصيد محرما :
حج عثمان عام (٢٥) و(٢٦) وكان يصطاد له في المنازل من الوحش فيأكل منه وهو محرم ، حتى قال له الزبير : هذا يصطاد لنا ومن أجلنا ، فلو تركناه!
وكان عثمان قد بعث عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطّلب ، أو أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب عاملا له على الطائف أو العروض ، فنزل بمنزل قديد دون مكة ، ومرّ به صيّاد شاميّ معه صقر وبازيّ فاستعارهما منه وصاد بهما وجعل الصيد في حفيرة ، حتى مرّ به عثمان محرما بالحج لسنة (٢٧ ه) فطبخهن وقدّمهن إليه ومن معه ، فقال عثمان لهم : كلوا ، فجاء رجل فقال : إن عليا يكره هذا! فبعث عثمان عليه فلما حضر قال له : إنك لكثير الخلاف علينا!
فغضب علي عليهالسلام وقال : أنشد الله رجلا شهد رسول الله صلىاللهعليهوآله حين أتي بقائمة حمار وحش فقال : إنّا قوم حرم فأطعموه أهل الحلّ؟
فشهد اثنا عشر رجلا من أصحاب رسول الله.
__________________
(١) انظر الغدير ٨ : ٢٣٦ ـ ٢٣٨ المورد ٣٩.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٨ ، وانظر الغدير ٨ : ٢٦٧ ـ ٢٦٩ ، المورد ٣٣٠.