فهزمهم (١) بعد قتال شديد ، ثم غلبهم المسلمون على أرضهم وحاصروهم شهر رجب وشعبان ورمضان وشوالا ، ثم سألوا أبا عبيدة الصلح في ذي القعدة وتمّ في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث عشرة (٢).
أطراف البصرة وتأسيسها :
روى ابن الخياط عن ابن المدائني قال : في (أوائل) سنة أربع عشرة بعث عمر شريح بن عامر السعدي إلى ثغر البصرة وقال له : كن ردءا للمسلمين ، فغزا مسلحة للفرس في دارس نحو الأهواز فقتل وجمع ممن معه.
فبعث عمر في شهر ربيع الأول عتبة بن غزوان المازني فمكث أشهرا لا يغزو.
فبعث عمر على عمله ابن سهل الأنصاري فمات في الطريق قبل أن يصل.
وكان العلاء بن الحضرمي بالبحرين فولّاه عمر عمل عتبة فسار فمات قبل أن يصل.
ثم غزا عتبة فافتتح الأبلّة وأبر قباد وقتل من المسلمين سبعون رجلا. وغزا ميسان ودست ميسان ، وكان عليها تماهيچ بنت كسرى اخت شيرويه. فبعثت آزادان فصالح ابن غزوان على ما وراء نهرها إلى موضع الجسر الأكبر.
وكان عتبة يرتاد للعرب موضعا فلما انتهى إلى وراء منابت القصب آخر البرّ دون الماء قال : هذه ليست من منازل العرب ، فرجع حتى مرّ بموضع مربد البصرة فوجد فيها حجارة رخوة غليظة قرب الخريبة فقال : انزلوها بسم الله ، وسمّاها
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٤٠. وفحل في حدود الاردن وفلسطين.
(٢) تاريخ خليفة : ٦٧ ـ ٦٨ عن ابن اسحاق والكلبي وغيرهما بتفاوت. وفي أطلس تاريخ الإسلام في ٢٨ من ذي القعدة عام (١٣ ه) الموافق لجانويه (٦٣٥ م).