فقال : قد صفحت عنكم (١).
وروى القاضي المغربي عن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي أنه أسر وحبس مع سائر الأسارى ، فنودي : أين موسى بن طلحة؟ قال : فاسترجعت واسترجع الأسارى معي في السجن وقالوا لي : يقتلك!
فأخرجني المنادي إليه حتى أوقفني بين يديه ، فقال لي : يا موسى! قلت له : لبّيك يا أمير المؤمنين! قال لي : قل ثلاث مرات : استغفر الله وأتوب إليه. فقلتها فقال لمن جاء بي : خلّوا عنه ، ثم قال لي : اذهب وخذ ما وجدت لك في عسكرنا من كراع أو (صيّ) سلاح فخذه ، واجلس في بيتك واتّق الله فيما تستقبله من أمرك! فشكرت له ذلك وانصرفت من عنده (٢).
وقد مرّ خبر إرساله لسعيد وأبان ابني عثمان بن عفّان بعد أسرهما في العسكر.
وصلاة الجمعة بعد الفتح :
كان يوم فتح البصرة لعلي عليهالسلام بعد الجمعة منتصف جمادى الأولى ، وقبل الجمعة اللاحقة مرض أمير المؤمنين ، فقال لابنه الحسن : انطلق يا بني فجمّع بالناس.
فأقبل الحسن عليهالسلام إلى المسجد الجامع بالبصرة ورقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم صلّى على جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم قال :
أيها الناس ، إن الله اختارنا لنبوّته ، واصطفانا على خلقه ، وأنزل علينا كتابه ووحيه. وايم الله لا ينتقصنا أحد من حقّنا شيئا إلّا ينقصه الله ، في عاجل دنياه
__________________
(١) الجمل للمفيد : ٤١٣.
(٢) شرح الأخبار للقاضي النعمان المصري المغربي ١ : ٣٨٩.