نقل الطبريّ هذا عن الواقدي بسنده عن عكرمة عن ابن عباس ، وليس فيه أنه قرأ كتاب عثمان على الناس. ثم نقل عن الواقدي أيضا عن ابن أبي سبرة عن ابن سهيل أنه انتسخ رسالة عثمان من عكرمة أربع صفحات ، وفي آخرها عنه : أنه قرأها عليهم في اليوم السابع (١).
بينما قال ابن قتيبة : استعمل عثمان ابن عباس على الموسم ، وكتب كتابا إلى أهل مكة ومن حضر الموسم ، بعثه مع نافع بن طريف فوافى به مكة يوم عرفة وابن عباس قائم يخطبهم ، فقام نافع وفتح الكتاب ليقرأه عليهم فجلس ابن عباس وقرأ نافع الكتاب : «من عبد الله عثمان أمير المؤمنين إلى من حضر الحج من المسلمين ، أما بعد : فإني كتبت إليكم كتابي هذا وأنا محصور ، أشرب من بئر القصر ، ولا آكل من الطعام ما يكفيني خيفة أن تنفد ذخيرتي فأموت جوعا أنا ومن معي ، لا ادعى إلى توبة فأقبلها! ولا تسمع مني حجة أقولها! فأنشد الله رجلا من المسلمين بلغه كتابي إلّا قدم عليّ يأخذ بالحق فيّ ويمنعني عن الظلم والباطل» وجلس نافع ، فقام ابن عباس وأتمّ خطبته من دون أن يعرض لشيء من شأن عثمان (٢).
واستمدّ من معاوية :
مرّ في الخبر : أن عثمان عاد إلى الطلب من علي عليهالسلام أن يخلى المدينة ليقلّ هتاف الثوار باسمه ، فيبدو من خبر الحلبي في «المناقب» أنه عليهالسلام خرج إلى ما له في ينبع
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٤٠٧ ـ ٤١١.
(٢) الإمامة والسياسة : ٣٥ ـ ٣٦ ، ورجّح الأميني أمانة النقل فيما رواه ابن قتيبة على ما رواه الواقدي عن محمد بن أبي سبرة العامري القرشي المدني المتوفى في (١٦٠ ه) وقد وصفه الواقدي نفسه : أنه كان كثير الحديث وليس بحجة ، إلى نحوه عن كثير منهم كما في الغدير ٩ : ١٩٣ ، وانظر ٥ : ٢٦٠.