فقال لها طلحة والزبير : يا أمّ ؛ إن قعد كعب قعدت عنا الأزد كلها وهي (عمدة) أحياء البصرة! فاركبي إليه فإنك إن فعلت ذلك انقاد لرأيك!
فركبت بغلا وأحاط بها نفر من أهل البصرة وصارت إلى كعب بن سور فاستأذنت عليه فأذن لها ورحّب بها! فقالت له : يا بنيّ ؛ أرسلت إليك لتنصر الله عزوجل! فما الذي أخّرك عنّي؟!
فقال لها : يا أمّاه! هذه فتنة ولا حاجة لي في خوض هذه الفتنة!
فاستعبرت وبكت وقالت : يا بنيّ ، اخرج معي وخذ بخطام جملي! فإني أرجو أن يقرّبك إلى الجنة! فرقّ لها وأجابها (١)! فتبعه أزد البصرة!
وكتابه عليهالسلام إليهم :
قال المفيد : ولما أراد أمير المؤمنين عليهالسلام المسير من ذي قار إلى البصرة ، أملى على كاتبه كتابا إلى طلحة والزبير وعائشة يعظّم فيه عليهم حرمة الإسلام ، ويخوّفهم مما صنعوه ، ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه من قتل من قتلوا من المسلمين ، وما صنعوا بصاحب رسول الله عثمان بن حنيف ، وقتلهم المسلمين صبرا ، ويعظهم ويدعوهم إلى طاعته. ثم قدّم الكتاب إليهم مع صعصعة بن صوحان العبدي وكان قد التحق به من البصرة.
قال صعصعة : فبدأت بطلحة فأدّيت إليه الرسالة وأعطيته الكتاب.
فقال لي : الآن حين عضّت الحرب ابن أبي طالب يرفق لنا؟!
ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة.
ثم جئت إلى عائشة فقالت : نعم قد خرجت للطلب بدم عثمان ، وو الله لأفعلنّ وأفعلنّ! فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ!
__________________
(١) الجمل للمفيد : ٣٢٢.