الطائي يحشر عشيرته :
وكان عديّ بن حاتم الطائي يومئذ في المدينة ، فقام إلى عليّ عليهالسلام وقال له :
يا أمير المؤمنين ، لو تقدّمت إلى قومي أخبرهم بمسيرك واستنفرهم ، فإنّ لك من طيّئ مثل الذي معك! فقال عليهالسلام : فافعل.
فطار عديّ إلى قومه فاجتمع إليه رءوسهم فقال لهم :
يا معشر طيّئ ، إنكم أمسكتم عن حرب رسول الله في الشرك ، ونصرتم الله ورسوله في الإسلام على الردّة. وعليّ (أمير المؤمنين) قادم إليكم ، وقد ضمنت له مثل عدّة من معه منكم ، فخفّوا معه. وقد كنتم تقاتلون في الجاهلية على الدنيا فقاتلوا في الإسلام على الآخرة ، فإن أردتم الدنيا «فعند الله مغانم كثيرة» وأنا أدعوكم إلى الدنيا والآخرة ، وقد ضمنت عنكم الوفاء وباهيت بكم الناس ، فأجيبوا قولي ، فإنكم أعزّ العرب دارا ، لكم فضل معاشكم وخيلكم ، فاجعلوا أفضل المعاش للعيال وفضول الخيل للجهاد ، وقد أظلّكم علي والناس معه من المهاجرين والبدريّين والأنصار ، فكونوا أكثر منهم عددا ، فإنّ هذا سبيل للحيّ فيه الغنى والسرور ، وللقتيل فيه الحياة والرزق (عند الله).
فصاحوا : نعم نعم (١) فلما بلغ الإمام عليهالسلام إلى أرض طيّئ تبعه منهم ستمائة (٢).
والأسدي وبنو أسد :
وكان زفير بن زيد الأسدي من سادتهم حاضرا يومئذ ، فلما رأى من عديّ ما فعل قام إلى عليّ عليهالسلام وقال : يا أمير المؤمنين إن لي في قومي طاعة ، فأذن لي أن آتيهم. قال عليهالسلام : نعم.
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٥٧ ـ ٥٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٨١ ، ومروج الذهب ٢ : ٣٥٨ ، والجمل للمفيد.