خبر مولد السجّاد ووفاة أمه :
وكأنّه كان من المقدّر أن لا تبقى لعثمان ولا لعامله السابق على البصرة عبد الله ابن عامر : يد عامرة عند آل علي عليهمالسلام ، فيبدو أنه في أواخر أيامهم بالبصرة بلغهم خبر مولد عليّ بن الحسين عليهماالسلام في منتصف شهر جمادى الأولى يوم الانتصار بالبصرة ، ووفاة أمه في نفاسها به ، كما مرّ خبره عن الصدوق عن الرضا عليهالسلام (١) وأقدم قلم قدّم لنا هذا التاريخ قلم المفيد في «حدائق الرياض» (٢) ولا نجد خبرا عن وصول الخبر بذلك إلى البصرة.
نعم ، نجد أن أبا الأسود ظالم بن عمرو البصري كان قد سمع عن الطرماح بن ميادة البصري قوله مفتخرا :
أنا ابن أبي سلمى ، وجدّي ظالم |
|
وأمي حصان ، أخلصتها الأعاجم |
أليس غلام بين كسرى وظالم |
|
بأكرم من نيطت عليه التمائم (٣)؟! |
فلعلّه لما سمع أبو الأسود هناك بشارة ولادة السجاد عليهالسلام غيّر الشعر الأخير يسيرا فقال :
وإنّ غلاما بين كسرى وهاشم |
|
لأكرم من نيطت عليه التمائم (٤) |
ولهذا فهو بيت منفرد لا تمائم له.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ٢ : ١٢٨ ، الباب ٣٥ ، الحديث ٦ ومرّ خبره في عنوان : عثمان وبنات يزدجرد.
(٢) نقلا عنه في الإقبال ٣ : ١٥٦ واختاره المحدّث القمي في الأنوار البهية : ١٠٧. هذا وإن كان المفيد في مسارّ الشيعة : ٣١ ضمن المجموعة النفيسة : ٦٧ ، وفي الإرشاد ٢ : ١٣٧ جمع بين تاريخ الولادة سنة ثمان وثلاثين ، ومحل الولادة : المدينة ، وتبعه من بعده غافلين عن نقل رحلهم عليهمالسلام بعد البصرة إلى الكوفة سنة (٣٦ ه) ولعل المفيد تنبّه لذلك فرجع عنه في حدائقه. ولعلّ مما يؤيده أننا لا نجد خبرا عن إجراء السنن عليه على يد جدّه أو أبيه مع تقدير إمامته وشأنه.
(٣) عن الأغاني ٢ : ٨٨ ، وخزانة الأدب ١ : ١٠٦.
(٤) نقله قبلا الكليني في أصول الكافي ١ : ٤٦٧.