وأما قولك : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله منا ومنكم ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها.
وأمّا قولك يا عمر : إنك تخاف الناس علينا! فهذا الذي فعلتموه أوّل ذلك! وبالله المستعان (١).
ولزم عليّ بيته لجمع القرآن :
روى سليم بن قيس عن سلمان الفارسي قال : لما رأى علي عليهالسلام غدرهم وقلة وفائهم له ، لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلّفه ، وكان في الصحف والرقاع والأسيار (قيود الجلود) والشظاظ (العيدان).
فلما جمعه كله وكتبه على تنزيله وتأويله ، وناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ووعده ووعيده ، وظاهره وباطنه ؛ بعث إليه أبو بكر : أن اخرج فبايع.
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٥٧٤ ، واليعقوبي ٢ : ١٢٤ ـ ١٢٦ ، وعن الجوهري في شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١ : ٢٢٠ ، ٢٢١ وفي كتاب السقيفة : ٤٧ ، ٤٨. وقد نقل ابن قتيبة قبله هذا الخبر في الإمامة والسياسة : ١٥ ولكنه اجتهد قبالة النصّ فجعله بعد وفاة الزهراء عليهاالسلام بعد أبيها بخمس وسبعين ليلة. وقد جاء في كتاب سليم بن قيس ٢ : ٦٦٥ خطبة لعلي عليهالسلام في أواخر عصره ، خرّجها المحقق عن خمسة مصادر أخرى منها نهج البلاغة في الخطبتين ٣٤ ومصادرها خمسة أخرى ، و٩٧ ومصادرها عشرة أخرى ، وانفرد عنها جميعا سليم بقوله فيها : فلم يكن معي أحد من أهل بيتي أصول به : أما حمزة فقتل يوم أحد ، وأما جعفر فقتل يوم مؤتة وبقيت في جلفين جافيين ذليلين حقيرين عاجزين : العباس وعقيل وكانا قريبي عهد بالاسلام. فهل يخطب بهذا خطبة عامة مع وجود أبنائهما معه عليهالسلام؟! حديث غريب! ولكن نحوه عن الباقر عليهالسلام في روضة الكافي : ١٩٠ كما عنه في بحار الأنوار ٢٨ : ٢٥١.