ولا من ذرية الرسول ، حين رأيا أن الله قد ردّ علينا حقّنا بعد أعصر ، فلم يصبرا حولا واحدا ولا شهرا كاملا! حتى وثبا عليّ دأب الماضين قبلهما ليذهبا بحقّي ويفرّقا جماعة المسلمين عنّي. ثم دعا عليهما (١).
وقال : والله لنظهرنّ على هذه الفرقة ، ولنقتلنّ هذين الرجلين (طلحة والزبير) ولنستبيحنّ عسكرهما (٢).
الحسن عليهالسلام في الكوفة :
قال أبو مخنف : لما نزل علي عليهالسلام بذي قار وأبطأ عليه أخبار ابن عباس (٣) وابن أبي بكر ولم يدر ما صنعا ، بعث إلى الكوفة ابنه الحسن عليهالسلام مع عمار بن ياسر وقيس بن سعد بن عبادة (٤) وزيد بن صوحان العبدي ومعهم كتاب إلى أهل الكوفة
__________________
(١) الإرشاد للمفيد ١ : ٢٤٩ مرسلا.
(٢) الأمالي للمفيد : ٣٣٥ ، م ٣٩ ، الحديث ٥ بسنده عن المنهال بن عمرو الكوفي عن رجل من تميم قال : كنا مع أمير المؤمنين علي بذي قار ونحن نرى أنا سنتخطّف في يومنا فسمعته يقول : وذكر الخبر ثم قال : فأتيت عبد الله بن العباس وقلت له : أما ترى إلى ابن عمّك وما يقول؟! فقال : لا تعجل حتى ننظر ما يكون!
فلما كان من أمر البصرة ما كان أتيته فقلت له : لا أرى ابن عمك إلّا قد صدق! فقال : ويحك! إنا أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله كنا نتحدّث أن النبيّ عهد إليه ثمانين عهدا لم يعهد شيئا منها إلى أحد غيره! فلعلّ هذا مما عهده إليه.
ولعلّ فيه ما يؤيّد أنهم في خروجهم من المدينة كانوا ستمائة ، وعند مرورهم بطيّئ وأسد انشدّ إليهم منهم ستمائة آخرون فكانوا جميعا ألفا ومائتين ولم يكونوا أربعة آلاف أو يزيدون!
(٣) هذا على قول أبي مخنف وإلّا فالسابقان المحمدان ابن أبي بكر وابن جعفر.
(٤) مرّ خبر عن حضوره في المدينة عند الخروج منها بدون خبر عن من خلفه في مصر.