(دون الأشعري). وتلقاهم ناس من أهل الكوفة إلى القادسية (١) ، فلما دخلوا الكوفة قرءوا الكتاب عليهم وفيه : «من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى من بالكوفة من المسلمين ، أما بعد ، فإني خرجت مخرجي هذا إمّا ظالما وإمّا مظلوما ، وإمّا باغيا وإمّا مبغيّا عليّ! فأنشد الله رجلا بلغه كتابي هذا إلّا نفر إليّ ، فإن كنت مظلوما أعانني ، وإن كنت ظالما استعتبني! والسلام» (٢).
وروى الطوسي بطريقه إلى أبي الصلت الأهوازي بسنده عن الباقر عليهالسلام عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال : قال علي عليهالسلام في ذي قار : والله إنه ليحزنني أن أصل إلى هؤلاء في قلّة من معي! فأرسل إلى الكوفة ابنه الحسن عليهالسلام وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد بن عبادة ، وكتب معهم كتابا إليهم.
فلما قدموا الكوفة خطب الحسن الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ ثم ذكر عليا وسابقته في الإسلام وبيعة الناس له ، وخلاف من خالفه ، ثم أمر بكتاب علي عليهالسلام فقرئ عليهم :
__________________
(١) وروى القاضي المغربي في شرح الأخبار ١ : ٣٨٣ الحديث ٣٢٤ : أنه لما بلغ أهل الكوفة قدوم الحسن بن علي مع عمار بن ياسر وكان قد انتهى إليهم أن عمارا سمع من رسول الله في ذلك شيئا ، فأجمع جمع منهم على أن يوجّهوا للقائه هند ابن عمرو الجملي المذحجي ليسأل عمارا عما سمعه من رسول الله في ذلك. فمضى هند حتى لقيهما وهما نازلان بموضع يقال له قاع البيضة ، فخلا بعمار ثم قال له : كلمة قصيرة من طويلة : أنا رائد القوم ، والرائد لا يكذب أهله ، وقد أرسلوني إليك لتخبرني بما سمعت من رسول الله في هذا الأمر. فقال عمار : أشهد بالله لقد أمرني رسول الله صلىاللهعليهوآله أن اقاتل مع عليّ الناكثين والقاسطين والمارقين.
(٢) شرح النهج للمعتزلي ١٤ : ١٠ ـ ١١ عن كتاب الجمل لأبي مخنف ، ونحوه القاضي النعمان المصري في شرح الأخبار ١ : ٣٨٣ ، الحديث ٣٢٤ ، وفي نهج البلاغة ك ٧٥ مرسلا ، وفي وقعة صفين : ١٥ : أنه أرسلهم من منزل عذيب الهجانات.