قال موسى بن طلحة : وكانوا يزعمون أنه أعطى عبد الله بن خالد بن اسيد خمسين ألفا ومروان خمسة عشر ألفا ، فقالوا له : إنك أعطيت عبد الله بن خالد ومروان فردّ منهما ذلك. فقال : فردّوا منهما ذلك. فرضوا وخرجوا راضين (١).
مبادي ثورة مصر :
مرّ الخبر عن عزل عثمان عمرو بن العاص عن مصر وتوليتها أخاه ابن أبي سرح سنة (٢٧ ه) فروى الطبري عن الواقدي عن الزهري : أن كان ممن خرج مع ابن سرح إلى مصر محمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (٢) وكانا ناقمين على عثمان يقولان : قد أخرج رسول الله قوما وهو أدخلهم ، واستعمل عبد الله بن سعد وكان قد نزل القرآن بكفره وأباح رسول الله دمه. وكانا في مصر حين عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة واستعمل ابن خالته عبد الله بن عامر بن كريز ، وعزل الوليد واستعمل سعيد بن العاص قبل سنة (٣٠ ه) ، فلما غزاهم القسطنطين بن هر قل الروم في البحر فركب المسلمون السفن في ساحل البحر لحربه سنة إحدى وثلاثين ، ونصر الله المسلمين وغلبت الروم وهزموا ، وقفل عبد الله بذات الصواري أياما ثم رجع ، جعل محمد بن أبي حذيفة يقول لمن معه : أما والله لقد تركنا خلفنا الجهاد حقا! فيقول الرجل : وأيّ جهاد؟ فيقول : عثمان بن عفان فقد فعل وفعل ، فرجعوا وهم يقولون من القول ما لم يكونوا
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٣٤٤ ـ ٣٤٥.
(٢) عتبة بن ربيعة العبشمي هو القتيل بسيف علي عليهالسلام أول البراز في بدر ، وابنه أبو حذيفة كان قد صاهر سهيل بن عمرو المخزومي وأسلم في الأوائل وهاجر مع زوجته إلى الحبشة فرزق هناك ولدا أسماه محمدا ، وأبو حذيفة أخو هند بنت عتبة أمّ معاوية فهو خال معاوية ، ومحمد هذا ابن خاله ، ولكنه هو الذي حبسه على حبّه لعليّ عليهالسلام حتى قتله.