الإذن بدفن عثمان :
أمسى المساء يوم الأحد العشرون من ذي الحجة على موعد غد للبيعة العامة لعليّ عليهالسلام ، هذا ولعثمان ثلاثة أيام لم يدفن ، كما مرّ في خبر للطبري عن أبي بشير العائذي الذي حضر المدينة يومئذ فقال : ثم إن جبير بن مطعم العدوي وحكيم بن حزام الأسدي القرشي تقدّما إلى علي عليهالسلام وطلبا إليه أن يأذن لأهل عثمان في دفنه. فأذن لهم. فخرج به ناس يسير من أهله ، وسمع بذلك فقعدوا له في الطريق ورجموا سريره وهمّوا بطرحه! فبلغ ذلك عليا فأرسل إليهم يعزم عليهم أن يكفّوا عنه ، فكفّوا فانطلقوا إلى حائط بالمدينة يقال له : حشّ كوكب ، كانت مقبرة اليهود في المدينة ، فدفنوه فيه (١) وذلك بين المغرب والعشاء ، وتبعتهم نائلة وغلام لعثمان بسراج (٢).
البيعة العامة :
فلما أصبحوا حضر الناس المسجد ، وجاء علي عليهالسلام (٣).
__________________
(١) الطبري ٤ : ٤١٢ ، وتمام الخبر : فلما غلب معاوية بن أبي سفيان أمر بهدم ذلك الحائط إلى جانب البقيع ، وأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل بمقابر المسلمين! ثم روى عن الواقدي بسنده قال : فلما ملكت بنو اميّة أدخلوا ذلك الحشّ في البقيع فكان مقبرة بني أميّة ، الطبري ٤ : ٤١٣.
(٢) الطبري ٤ : ٤١٣ ، هذا ولم يغسّل وكفّن في ثيابه وبدمائه ، ولم يغسّل غلاماه : صبيح ونجيح وجرّا بأرجلهما ورمى بهما على البلاط ، فأكلتهما الكلاب! ثم دفنوهما بجنبه. الطبري ٤ : ٤١٤ ـ ٤١٥ ، ونزا عمير بن ضابئ على جنازة عثمان فكسر ضلعا منه انتقاما لأبيه الذي مات في سجن عثمان ، ٤ : ٤١٤.
(٣) الطبري ٤ : ٤٣٣ ـ ٤٣٥.