وقال زياد بن مضر وغزوان والنعمان بن شوال : ما لنا ولهذا الحيّ من قريش؟ أيريدون أن يخرجونا من الإسلام ويدخلونا في الشرك بعد ما خرجنا منه؟ قتلوا عثمان وبايعوا عليا ، فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم (١)!
خطبته عليهالسلام حينما بلغه خبرهم :
قال المفيد في «الإرشاد» : من كلامه عليهالسلام عند (بلوغه) نكث طلحة والزبير بيعته ... واجتماعهما مع عائشة في التأليب عليه : ما حفظه العلماء عنه :
حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإنّ الله بعث محمدا صلىاللهعليهوآله للناس كافّة ، وجعله رحمة للعالمين ، فصدع بما امر به وبلّغ رسالات ربّه ، فلمّ به الصدع ورتق به الفتق ، وآمن به السبل وحقن به الدماء ، وألّف به بين ذوى الإحن والعداوة ، والوغر في الصدور ، والضغائن الراسخة في القلوب.
ثم قبضه الله تعالى إليه حميدا لم يقصّر عن الغاية التي إليها أداء الرسالة ، ولا بلّغ شيئا كان في التقصير عنه القصد.
وكان من بعده من التنازع في الأمر ما كان ، فتولّى أبو بكر وبعده عمر ، ثم تولّى عثمان ، فلما كان من أمره ما عرفتموه أتيتموني فقلتم : بايعنا ، فقلت : لا أفعل ، فقلتم : بلى ، فقلت : لا ، وقبضت يدي فبسطتموها ، ونازعتكم فجذبتموها ، وتداككتم عليّ تداكّ الإبل الهيم (العطاشى) على حياضها يوم ورودها ، حتى ظننت أنكم قاتليّ أو أن بعضكم قاتل بعض! فبسطت يدي فبايعتموني مختارين ، وبايعني في أوّلكم طلحة والزبير طائعين غير مكرهين.
__________________
(١) الإمامة والسياسة : ٦٠ ـ ٦١ ، وسيأتي أن كعبا مال إليهم حتى قتل معهم مع الجمل ، وقد علّق مصحفا في عنقه.