مقالة سفهائكم وأحق من لزم عهد رسول الله أنتم فقد جاءكم فآويتم ونصرتم ألا اني لست باسطا يدا ولا لسانا على من لم يستحق ذلك منا (١) ومع ذلك فاغدوا على أعطياتكم (٢).
جواب أم سلمة له :
فقالت له أم سلمة : ألمثل فاطمة يقال هذا؟! وهي الحوراء بين الإنس ، والانس للنفس ، ربيت في حجور أمهات الأنبياء ، وتداولتها أيدي الملائكة ، ونمت في المغارس الطاهرات ، نشأت خير منشأ وربيت خير مربّى ، أتزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله حرم عليها ميراثه ولم يعلمها؟! وقد قال الله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(٣) أفأنذرها وجاءت تطلبه وهي خيرة النسوان ، وأم سادة الشبان ، وعديلة مريم ابنة عمران ، وحليلة ليث الأقران ، تمت بأبيها رسالات ربه ، فو الله لقد كان يشفق عليها من الحرّ والقرّ فيوسّدها يمينه ويدثّرها بشماله ، رويدا فرسول الله صلىاللهعليهوآله بمرأى لأعينكم وعلى الله تردون ، فواها لكم وسوف تعلمون ، أنسيتم قول رسول الله «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» وقوله : «إني تارك فيكم الثقلين» ما أسرع ما أحدثتم وأعجل ما نكثتم.
فحرمت أم سلمة عطاءها تلك السنة (٤).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ٢١٤ ، عن الجوهري البصري وفيه شرحه والتعليق عليه.
(٢) الزيادة من دلائل الإمامة : ٣٩.
(٣) الشعراء : ٢١٤.
(٤) دلائل الإمامة لابن جرير : ٣٩ ، والدر النظيم ٢ : ٢٣.