وذكره الواقدي في «كتاب الدار» وزاد فيه عن زيد بن ثابت : أن مروان جاءني فاستصحبني معه إلى عائشة ... فأقبلت عليّ وقالت لي : وما يمنعك يا ابن ثابت أن تمنع عنه وقد أقطعك عثمان الأساويف ، وأعطاك من بيت المال عشرة آلاف دينار ، ولك كذا وكذا ، قال : فلم أرد عليها حرفا ، وأشرت إلى مروان فقمنا وخرجنا من عندها آيسين (١).
عثمان في حصار الثوّار :
وحيث انتهى أمر عثمان إلى حصره في داره من قبل الثوّار ، وكان اجتماعهم عليه مرّتين بفاصل قفول المصريين وعودتهم عليه ، لذلك عبّر عنهما بالحصرين تغليبا ، وإلّا فلم يكن في الأول حصر وإنما كان الحصر الأخير.
__________________
اليوسفي الغروي ، ومرسلا في الإيضاح : ٢٦٤ واليعقوبي ٢ : ١٧٥ ـ ١٧٦ ، وفي الجمل (للمفيد) : ١٤٨ عن أبي حذيفة وابن إسحاق والمدائني.
(١) الشافي ٤ وتلخيصه ٤ : ٦٩ ، وعن الواقدي أيضا الحلبي في تقريب المعارف السابق نحوه ، كما في بحار الأنوار ٣١ : ٣٠٥ ، وفيه عنه ما يفيد أن خروجها كان بعد شدة الحصار ومنع الماء! عن كريمة ابنة المقداد الكندي عن عائشة قالت : إن عثمان أرسل إليّ أن أرسل إلى طلحة فأبيت ، وأرسل إليّ أن لا تخرجي إلى مكة ، فقلت : قد جلبت ظهري (مركوبي) وإني خارجة غدا. ولا والله ما أراني أرجع حتى يقتل! قالت كريمة : فقلت : إن أبي المقداد كان ينصح له فيأبى إلّا تقريب مروان وسعيد وابن عامر. فقالت عائشة : حبّهم والله صنع ما ترين ، حمل إلى سعيد بن العاص مائة ألف ، وإلى عبد الله بن خالد بن اسيد ثلاثمائة ألف ، وإلى الحارث بن الحكم مائة ألف ، وأعطى مروان خمس إفريقية لا يدرى كم هو! فلم يكن الله ليدع عثمان!
وعن عائشة ابنة قدامة قالت : سمعت عائشة تقول : لقد أحسن أبو محمد (طلحة) لما حال بينه وبين الماء!