بينما روى ابن الخياط عن قتادة عن عبد الله بن المسيّب : أن شهداء اليمامة خمسمائة فيهم ثلاثون أو خمسون من حملة القرآن ـ بلا تسمية ـ. وروى عن زيد بن أسلم قال : مجموع القتلى أربعمائة وخمسون رجلا ، مائة وأربعون منهم من المهاجرين والأنصار. ثم سمّى من عرف منهم من المهاجرين أربعا وعشرين ومن الأنصار أربعا وثلاثين فقط (١). وقارب المسعودي ابن الخياط في المهاجرين وبلغ بالأنصار إلى السبعين (٢).
من هم حملة القرآن؟
مرّ عن ابن الخياط : أنّ من شهداء اليمامة خمسين أو ثلاثين من حملة القرآن. ثم ما سمّى منهم سوى سالم الفارسي مولى أبي حذيفة المخزومي ، المعدود من الأربعة الذين روى البخاري فيهم بسنده عن ابن عمرو بن العاص قال : سمعت النبيّ يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ ، وأبيّ بن كعب (٣).
هذا ، ولكنّ معاصر البخاري : أبا عبيد القاسم بن سلّام الهروي الشامي (م ٢٢٤ ه) في كتابه في «القراءات» يعد قرّاء الصحابة فيعد أكثر من ثلاث وعشرين شخصا ، فيعدّ من المهاجرين عليا عليهالسلام والخلفاء الثلاثة ، والعبادلة الأربعة : ابن عمر وابن الزبير وابن عباس وابن عمرو بن العاص ، وابن مسعود
__________________
(١) تاريخ ابن الخياط ٥٧ ـ ٦٠.
(٢) التنبيه والإشراف : ٢٤٨.
(٣) صحيح البخاري ، مناقب الأنصار باب ١٧ ، وطبيعي أن ابن عمرو بن العاص لا يعدّ منهم عليا عليهالسلام.