فقال سعد بن أبي وقاص : أتقول هذا لحبائب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
فقال له عثمان : وفيم أنت وما هاهنا؟ ثم توجه إليه ليضربه ، فانسلّ منه! فاتّبعه عثمان ليضربه ، فلقي عليا عليهالسلام بباب المسجد ، فقال له : أين تريد؟ قال : أريد هذا الذي ... وشتمه! فقال عليّ عليهالسلام : أيها الرجل دع عنك هذا! وطال كلامهما حتى قال عثمان له : الست الذي خلّفك رسول الله يوم تبوك؟ فقال علي : ألست الفارّ عن رسول الله يوم احد؟ ثم حجز الناس بينهما!
ثم خرجت من المدينة إلى الكوفة فوجدت أهلها قد ردّوا سعيد بن العاص فلم يدعوه يدخل إليها (١).
واجتمع الناس إلى علي عليهالسلام :
روى الواقدي بسنده قال : في سنة (٣٤ ه) نال الناس من عثمان وأكثروا عليه أقبح ما نيل من أحد ، يراهم ويسمعهم أصحاب رسول الله ولا ينهونهم ، واجتمعوا إلى علي بن أبي طالب وكلّموه فيه.
فدخل على عثمان وقال له : الناس ورائي ، وقد كلّموني فيك. والله ما أدري ما أقول لك ، وما أعرف شيئا تجهله ، ولا أدلك على أمر لا تعرفه ، إنك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلّغكه ، وما خصصنا بأمر دونك فقد رأيت وسمعت ، وصحبت رسول الله ونلت صهره ، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك ، ولا ابن الخطاب بأولى بشيء من الخير منك! وإنك أقرب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله رحما وقد نلت من صهر رسول الله صلىاللهعليهوآله ما لم ينالا ،
__________________
(١) شرح الأخبار (للقاضي النعمان) ١ : ٣٣٩ ، الحديث ٣١٠ مرسلا ، والمعتزلي في شرح النهج ٩ : ٣ عن الجوهري البصري مسندا.