لأبي ذر؟ وكان أبو هريرة حاضرا فقام وشهد به ، وقام معه عشرة آخرون فشهدوا بذلك (١).
عثمان يشكو عليا عليهالسلام :
وعند العشاء طرق على العباس بن عبد المطلب وهو يتعشى مع رجال أهله فدخل الخادم وقال : هذا أمير المؤمنين بالباب ، ودخل وجلس ، فلما فرغوا من العشاء قام الآخرون وبقي العباس وابنه عبد الله ـ وهو الراوي ـ قال : فتكلّم عثمان وقال لأبي :
يا خال ، أشكو إليك ابن أخيك ـ يعني عليا عليهالسلام ـ فإنه أكثر من شتمي ونطق في عرضي ، وأنا أعوذ بالله من ظلمكم بني عبد المطلب ، إن يكن هذا الأمر لكم فقد سلّمتموه إلى من هو أبعد مني ، وإن لا يكن لكم فقد أخذت حقي.
فتكلّم العباس فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وذكر ما خصّ الله به قريشا عامة وما خصّ به بني عبد المطلب خاصة ثم قال : وبعد فما حمدتك لابن أخي ولا حمدت ابن أخي فيك (!) ولكن ما هو وحده ولقد نطق غيره ، فلو إنك هبطت مما صعدت وصعدوا مما هبطوا لكان ذلك أقرب.
فقال له عثمان : يا خال ، أنت وذلك فقال : أفلا نكلّم بذلك عنك؟ قال : نعم أعطهم عنّي ما شئت! وقام وخرج ولكن لم يلبث أن رجع فوقف وسلّم وقال : يا خال ، لا تعجل بشيء حتى أعود إليك!
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٧١٠ ، م ٤٢ ، الحديث ١٥١٤ وعنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٤٠٤ ، الحديث ١٥ واستغنى عن ذيله ووعد باتمامه في كتاب الفتن ولم يأت به فيه ، وإنما نقل القول عن تقريب المعارف للحلبي كما مرّ.