عثمان وفتوح البلدان :
مرّ الخبر أنّ عمر ولّى المغيرة الكوفة في سنة (٢٣) وحضر المغيرة ـ بعد الحجّ ـ المدينة وقتل عمر وبيعة عثمان ، فأقرّه على عمله لفترة.
فروى ابن الخياط عن المدائني : أنه بعث من الكوفة جرير بن عبد الله البجلي لفتح همدان في جبال إيران فافتتحها في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين (١).
وكانت الريّ محاصرة في آخر عهد عمر فافتتحها المغيرة سنة (٢٤) وكتب إلى عثمان : أنه قد دخل الريّ وأنزلها المسلمين (٢).
وقد سبق في وصية عمر السياسية أن قال لهم : وإن تولّوها سعدا فهو لها أهل ، وإلّا فليستعن به الوالي ، فإني لم أعزله عن خيانة ولا ضعف (٣) هذا وقد تنازل في الشورى لابن عمه عبد الرحمن الزهري ليولّها من شاء فولّاها عثمان ، فكأن عثمان أراد شكره والعمل بوصية عمر فعزل المغيرة عن الكوفة وأعاد سعدا عليها في سنة (٢٤).
ولكنّ سعدا لم يسعد بها طويلا حتى عزله عثمان عنها وولّاها الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي ، أخاه لأمه ، في سنة (٢٥).
وفيها (٢٥) : بعث ملك الروم جيشا عليهم منوبل الخصيّ في مراكب إلى الإسكندرية فانتقضوا فغزاهم عمرو بن العاص في ربيع الأول سنة (٢٥) فقتل وسبى ، فردّ عثمان السبي إلى ذمّتهم الأولى (٤).
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٩٠.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٦٤.
(٣) تاريخ الطبري ٤ : ٢٢٩.
(٤) تاريخ خليفة : ٩١.