بعض وصايا النبيّ للوصيّ :
روى سليم بن قيس الهلالي العامري (م ٧٦ ه) عن علي عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لي : يا علي ، إنه ما اختلفت أمة بعد نبيّها إلّا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ، وإن الله قضى الفرقة والاختلاف على هذه الأمة ، ولو شاء لجمعهم على الهدى حتى لا يختلف اثنان من خلقه ، ولا يتنازع في شيء من أمره ، ولا يجحد المفضول ذا الفضل فضله ، ولو شاء عجّل النقمة فكان التغيير حتى يكذّب الظالم ويعلم أين مصير الحق ، ولكن جعل الدنيا دار الأعمال ، وجعل الآخرة دار القرار (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(١).
وإنك مني بمنزلة هارون من موسى ، فلك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه ، فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك ، فإنك بمنزلة هارون من موسى ، وهم بمنزلة العجل ومن تبعه ، وإن موسى أمر هارون حين
__________________
(١) النجم : ٣١.