استخلفه عليهم : إن ضلّوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم بهم ، وإن لم يجد أعوانا أن يكفّ يده ويحقن دمه ، ولا يفرّق بينهم (١).
ورواه عنه عليهالسلام بتفصيل أكثر قال : قال لي رسول الله : يا أخي .. إن الناس يدعون بعدي ما أمرهم الله به وما أمرتهم فيك من ولايتك ، وما أظهرت من حجتك متعمدين ـ غير جاهلين ـ مخالفة ما أنزل الله فيك ، فإن وجدت أعوانا عليهم فجاهدهم ، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك ، فإنك إن نابذتهم قتلوك ، فإن تبعوك وأطاعوك فاحملهم على الحق ، وإلّا فدع .. واعلم أنك إن دعوتهم لم يستجيبوا لك ، فلا تدعنّ أن تجعل الحجة عليهم .. إني قد أقمت حجتك وأظهرت لهم ما أنزل الله فيك ، وإنه لم يعلم أني رسول الله وأن حقي وطاعتي واجبان حتى أظهرت (ذلك) لك .. فإن سكتّ عنهم لم تأثم ، غير أني أحبّ أن تدعوهم. وان لم يستجيبوا لك ولم يقبلوا منك ، وتظاهرت عليك ظلمة قريش فإني أخاف عليك ـ إن ناهضت القوم ونابذتهم وجاهدتهم من غير أن يكون معك فئة تقوى بهم ـ أن يقتلوك ، والتقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له.
وإن الله قد قضى الفرقة والاختلاف بين هذه الأمة ، ولو شاء لجمعهم على الهدى ولم يختلف اثنان منهم ولا من (سائر) خلقه ، ولم ينازع في شيء من أمره ، ولم يجحد المفضول ذا الفضل فضله ، ولو شاء عجّل منهم النقمة وكان التغيير حتى يكذّب الظالم ويعلم أين مصير الحق ، و(لكن) الله جعل الدنيا دار الأعمال ، وجعل الآخرة دار الثواب والعقاب (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)(٢).
__________________
(١) كتاب سليم بن قيس ٢ : ٥٦٩ ـ ٥٧٠.
(٢) النجم : ٣١.