عثمان وعلي عليهالسلام :
وروى الخبر السابق المعتزلي عن الجوهري بسنده عن ابن عباس وزاد : أن مروان رفع ذلك إلى عثمان ، فأرسل عثمان على علي عليهالسلام فقال له : ما حملك على ردّ رسولي وتصغير أمري؟ فقال علي عليهالسلام : أما رسولك فأراد أن يردّ وجهي فرددته ، وأ ما أمرك فلم اصغّره ، فقال عثمان : أما بلغك نهيي عن كلام أبي ذر؟ قال : أو كلّما أمرت بأمر معصية أطعناك فيه؟ قال عثمان : أفقد مروان من نفسك! قال : من ما ذا؟ قال : من شتمه وجذب راحلته ، قال : أما راحلته فراحلتي بها ، وأما شتمه إيّاي ؛ فو الله لا يشتمني شتمة إلّا شتمتك مثلها لا أكذب عليك! قال عثمان : ولم لا يشتمك؟ كأنك خير منه؟ قال علي عليهالسلام : إي والله ومنك؟ ثم قام وخرج.
فأرسل عثمان إلى وجوه المهاجرين والأنصار يشكو إليهم عليا عليهالسلام ، فأتوا عليا عليهالسلام وقالوا له : لو أتيت إلى مروان واعتذرت إليه! فقال : أما مروان فلا آتيه ولا أعتذر منه ، وأما عثمان فإن أحبّ أتيته. فرجعوا إلى عثمان فأخبروه ، فقبل عثمان وأخبروا عليا ، فأتاه بنو هاشم فأتى معهم إلى عثمان.
وتكلّم علي عليهالسلام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما ما وجدت عليّ فيه من كلام أبي ذر ووداعه فو الله ما أردت مساءتك ولا الخلاف عليك ، ولكن أردت به قضاء حقّه. وأما مروان فإنه اعترض يريد ردّي عن قضاء حقّ الله عزوجل فرددته ردّ مثلي مثله ، وأما ما كان منّي إليك فإنك أغضبتني فأخرج الغضب منّي ما لم أرده.
فتكلّم عثمان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما ما كان منك إليّ فقد وهبته لك ، وأمّا ما كان منك إلى مروان فقد عفا الله عنك ، وأما ما حلفت عليه فأنت الصادق البرّ ، فأدن يدك ، ومدّ يده إليه فأخذ بيده (١).
__________________
(١) شرح النهج (للمعتزلي) ٨ : ٢٥٤ ـ ٢٥٥ ، والراوي ابن عباس ولم ينصّ على حضوره مع بني هاشم ، وروى الخبر المسعودي في مروج الذهب ٢ : ٣٤١ ـ ٣٤٢ مرسلا مختصرا.