نعي عثمان عند معاوية :
مرّ الخبر عن استغاثة عثمان بمعاوية ، وإغاثته له بجيش مع يزيد بن أسد القسري ، وأنه أمرهم أن يبقوا خارج المدينة لا يدخلوها حتى يأذن لهم ، فأتاهم النعمان بن بشير الأنصاري مبعوثا من نائلة زوجة عثمان بقميصه إلى معاوية ، فرجعوا به إلى الشام.
ولا نجد خبرا عن وصولهم إلى دمشق ، إلّا خبرا عن مبادرة أحدهم وهو الحجاج بن خزيمة الثقفي بنعي عثمان إلى معاوية ، دخل إليه وهو متلفّف ، ثم كشف عن وجهه وبدأه بخطاب : يا أمير المؤمنين! أتعرفني؟ قال : نعم ما تريد؟ قال : أنعى إليك ابن عفّان ، إني كنت فيمن خرج مع يزيد بن أسد مغيثا لعثمان ، ولقينا رجلا ممن قتل عثمان فقتلناه (١) ثم لا يخبره عن بيعة علي عليهالسلام وإنما يحرّضه على الطلب بدم عثمان منه ، ولا يسأله معاوية عن أي شيء في ذلك ، مما يظهر منه أن الخبر متأخر عن أن يكون النعي الأول.
ولا نجد كتابا نصّا عن علي عليهالسلام في عزل معاوية إلّا التالي : لما أتى معاوية كتاب علي عليهالسلام بعزله عن الشام ، نادى في الناس أن يحضروا المسجد ثم خرج حتى صعد المنبر ، وخطب فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيّه ثم قال : يا أهل الشام قد علمتم أني خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، ثم خليفة عثمان ، وقد قتل مظلوما وأنا ابن عمه ووليّه ، والله يقول في كتابه : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) فأنا أحب أن تعلّموني ما في أنفسكم من قتل عثمان.
__________________
المسعودي قال : كان بالكوفة ودعا إلى الصلاة جامعة! وكان مريضا فحملوه ووضعوه على المنبر! أليس كان أميرهم أبا موسى الأشعري؟!
(١) وقعة صفين : ٧٧.