ثم بايعوني وبايعني طلحة والزبير ، ثم نكثا بيعتي وألّبا عليّ ، ومن العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر وخلافهما عليّ ، والله إنهما ليعلمان أني لست بدون رجل ممّن قد مضى. ثم قال : اللهم فاحلل ما عقدا ، ولا تبرم ما قد أحكما في أنفسهما ، وأرهما المساءة فيما قد عملا (١).
وقال المفيد : لما نظر إليه أمير المؤمنين بكى ثم قال : يا عثمان بعثتك شيخا ألحى (ذا لحية) فردّوك إليّ أمرد! ثم قال : اللهم إنك تعلم أنهم اجترؤوا عليك واستحلّوا حرماتك ، اللهم اقتلهم بمن قتلوا من شيعتي ، وعجّل لهم النقمة بما صنعوا بخليفتي (٢) وأقام عثمان عنده يعالج ممّا به حتى وصل أهل الكوفة إلى ذي قار (٣).
وكتبوا بأخبارهم إلى الأطراف :
قالوا : وأقامت عائشة وطلحة والزبير بالبصرة وكتبوا بما صاروا إليه إلى أهل الشام (كذا) :
أما بعد ، فإنا خرجنا لإقامة كتاب الله وحدوده في الكثير والقليل والشريف والوضيع! فبايعنا خيار أهل البصرة ونجباؤهم ، وخالفنا نزّاعهم وشرارهم ، وقالوا : نأخذ أمّ المؤمنين رهينة! أن أمرتهم بالحق وحثّتهم عليه ، واستبسل قتلة أمير المؤمنين ، فخرجوا إلى مضاجعهم فلم يفلت منهم مخبر ... وإننا نناشدكم الله في أنفسكم إلّا نهضتم بمثل ما نهضنا به! فنلقى الله وتلقونه وقد أعذرنا وقضينا الذي علينا. وبعثوا به مع سيّار العجلي.
__________________
(١) الطبري ٤ : ٤٨٠.
(٢) الجمل للمفيد : ٢٨٥.
(٣) الجمل للمفيد : ٢٨٩.