أن فاطمة بنت قيس امرأة أسامة كتبت إليه : «إن رسول الله قد ثقل ، وإني لا أدري ما يحدث ، فإن رأيت أن تقيم فأقم» فأقام أسامة بالجرف حتى مات رسول الله (١).
هذا إذا كنا نحن وأخبار ابن سعد ، إلّا أن المعتزليّ في «شرح النهج» اضطرب المطلب لديه إذ قال : أخذ المسلمون يودّعون نبيّهم ويمضون إلى معسكر الجرف ، وثقل رسول الله واشتد ما يجده ، وأسامة في معسكره ، فأرسل بعض نساء الرسول إليه وإلى بعض من كان معه (؟) يعلمونهم بذلك ، فرحل أسامة من معسكره فدخل والنبيّ صلىاللهعليهوآله مغمور .. فأشار له بالرجوع إلى معسكره فرجع أسامة إلى المعسكر.
فأرسل إليه نساء الرسول يقلن له : إن رسول الله أصبح بارئا ويأمرنه بالدخول! وذلك يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
فدخل أسامة من معسكره فوجد رسول الله مفيقا ، فأمره بالخروج والتعجيل وقال له : أغد على بركة الله! وجعل يكرّر : أنفذوا بعث أسامة. فودّعه وخرج ومعه أبو بكر وعمر (كذا).
فلما ركب جاءه رسول أمه (أم أيمن) وقال له عنها : إن رسول الله يموت! فأقبل راجعا ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله عند زوال الشمس من ذلك اليوم الاثنين وقد مات صلىاللهعليهوآله والباب مغلق. هذا ولواء أسامة مع بريدة بن الحصيب الأسلمي وهو معه فركزه عند باب رسول الله ، هذا وعلي عليهالسلام وبعض بني هاشم مشتغلون بغسله وإعداد جهازه (٢).
__________________
(١) الطبقات الكبرى ٤ ق ١ : ٤٧.
(٢) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١ : ١٦٠ ، وروى الخبر الأخير في ٦ : ٥٢ عن الجوهري بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري الخزرجي.