ودخل عليه عبد الرحمن بن عوف فقال له : ألم تصلّ في هذا المكان مع رسول الله ركعتين؟ قال : بلى ، قال : أفلم تصلّ مع أبي بكر ركعتين؟ قال : بلى ، قال : أفلم تصلّ مع عمر ركعتين؟ قال : بلى ، قال : ألم تصلّ صدرا من خلافتك ركعتين؟ قال : بلى (ولكن) اسمع مني يا أبا محمد ؛ إني اخبرت : أن بعض من حجّ من أهل اليمن وجفاة الناس قد قالوا في عامنا الماضي : هذا إمامكم عثمان يصلّي ركعتين فالصلاة للمقيم ركعتان! وقد اتخذت بمكة أهلا فرأيت أن أصلّي أربعا لما أخاف على الناس! ولي بالطائف مال فربّما أقمت فيه!
فقال له ابن عوف : ما من هذا شيء لك فيه عذر ؛ أما قولك : اتخذت أهلا ، فزوجتك بالمدينة وإنما تسكن بسكناك! وأما قولك : ولي مال بالطائف ، فأنت لست من أهل الطائف وبينك وبين الطائف مسيرة ثلاث ليال! وأما قولك : يرجع من حجّ من أهل اليمن فيقولون : هذا إمامكم عثمان يصلّي ركعتين وهو مقيم ، فقد كان رسول الله ينزل عليه الوحي والإسلام يومئذ في الناس قليل ، وقد ضرب الإسلام بجرانه اليوم. فقال عثمان : رأي رأيته (١).
فروى الكليني بسنده عن الباقر عليهالسلام قال : ثم إنه ليشدّ بدعته عارض وقال لمؤذّنه : اذهب إلى عليّ وقل له فليصلّ بالناس العصر. فأتى المؤذّن عليا عليهالسلام فقال له : إن أمير المؤمنين يأمرك أن تصلّي بالناس العصر. فقال علي عليهالسلام : إذن لا اصلّي إلّا ركعتين كما صلّى رسول الله.
فذهب المؤذّن فأخبر عثمان بما قال علي. فقال له : اذهب إليه وقل له : إنك لست من هذا في شيء! اذهب فصلّ كما تؤمر! فقال علي عليهالسلام : لا والله لا أفعل!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٢٦٧ ، ٢٦٨ ، وأنساب الأشراف ٥ : ٣٩ ، وانظر الغدير ٨ : ٩٨ ـ ١١٩ ، والنص والاجتهاد : ٤٠٥ ـ ٤١٠ المورد ٧٢ بتحقيق الشيخ حسين الراضي.