هذا جناي ، وخياره فيه |
|
إذ كلّ جان يده إلى فيه (١) |
ثم قال مرارا : غرّي غيري ، وكان أصحابه اثني عشر ألفا (٢).
فقال : اقسموه بين أصحابي خمسمائة ، فقسّم بينهم ، قال أبو الأسود : فلا والذي بعث محمدا بالحق ما نقص درهما ولا زاد ، كأنه كان يعرف مبلغه ومقداره ، وكان ستة آلاف ألف (٦ ملايين) درهم (٣) فقسمه بينهم بالسوية حتى لم يبق إلّا خمسمائة درهم عزلها لنفسه. فجاءه رجل فقال : إن اسمي سقط من كتابك! فقال عليهالسلام : ردّوها عليه. ثم قال : الحمد لله الذي لم يوصل إليّ من هذا المال شيئا ووفّره على المسلمين (٤).
وروي هذا الخبر عن حبّة العرني رواية اخرى قال : قسم علي عليهالسلام بيت مال البصرة على أصحابه خمسمائة خمسمائة ، وأخذ خمسمائة درهم كواحد منهم ، فجاءه رجل لم يحضر الوقعة وقال : يا أمير المؤمنين ، كنت شاهدا معك بقلبي وإن غاب عنك جسمي ، فأعطني شيئا من الفيء ، فدفع إليه ما أخذه لنفسه ولم يصب من الفيء شيئا (٥) «والثاني أولى عند أهل البصرة».
__________________
(١) الجمل للمفيد : ٤٠٠.
(٢) منهم ألف وخمسمائة من الصحابة ومنهم ثمانون بدريون ، كما في شرح الأخبار للقاضي النعمان المصري ١ : ٤٠١ ، الحديث ٣٥٠ ، وقارن بتاريخ خليفة : ١١٢ عن الشعبي : أربعة بدريون فقط! وكذلك في أنساب الأشراف ٢ : ٢٦٧ ، الحديث ٣٤٧ ، وانظر التعليق عليه من المحقق المحمودي دام ظله.
(٣) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١ : ٢٤٩ ، وفي الجمل للمفيد : أصاب كل رجل منهم ستة آلاف ألف! وهو تصحيف واضح.
(٤) الجمل للمفيد : ٤٠١ ـ ٤٠٣ ، بسنده عن الثوري عن أبي الأسود الدؤلي.
(٥) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ١ : ٢٥٠ ، وكأن المحقق المصري لم يصدّق فاتّهم العرني بالغلو في التشيّع!