ثم سار حتى لقي جمعا من بني تغلب النصارى عليهم الهذيل بن عمران فقاتله وقتله وسبى منهم كثيرا بعث بهم إلى المدينة. وبعث إلى كنيسة اليهود فأخذ منهم عشرين غلاما.
وصار إلى الأنبار فأخذ منهم دليلا دلّه على طريق المفازة (الصحراء) في ثمانية أيام.
فمرّ ببلدة تدمر فتحصّن أهلها فحاصرهم حتى صالحهم.
ثم صار إلى غوطة دمشق وعبرها إلى الثنية التي سمّيت ثنيّة العقاب باسم رايته البيضاء ، ثم صار إلى حوران ، ثم قصد مدينة بصرى ، فحاربهم ثم صالحهم (مع ابن الجرّاح والآخرين).
ثم صاروا إلى أجنادين من فلسطين وبها اجتماع الروميين ، فكانت بينهم وقعات صعبة وحاربوهم حربا شديدة ، في كل ذلك يهزم الله الروم وتكون العاقبة للمسلمين ، حتى تفرق جمع الكفرة ، وكانت ليومين بقيتا من جمادى الأولى سنة (١٣) (١).
ويزعم بعضهم أن عمرو بن العاص كان عليهم ، وقتل فيها أخوه هشام بن العاص السهمي ، والفضل بن العباس (وهبّار بن الأسود).
وفي جمادى من هذه السنة كانت وقعة مرج الصفر ، وأميرهم خالد بن سعيد بن العاص ، معه أخواه أبان وعمرو ، فقتلوا ومعهم عكرمة بن أبي جهل ، وقتل من المشركين مقتلة عظيمة حتى هزمهم الله (٢) ثم ساروا إلى دمشق فحاصروها (٣).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٣٤ ، وتاريخ خليفة : ٦٣ ، والطبري ٣ : ٤١٨ ، وأجنادين بين بيت جبرين والرملة في فلسطين.
(٢) تاريخ خليفة : ٦٣.
(٣) التنبيه والإشراف : ٢٤٨.