وروى عنه عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال له : إذا أنا متّ ضلت الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحق يومئذ مع علي ومعه كتاب الله ، فلا تبايع أحدا غيره! ولكنه يقول : سمع هذا الخبر منه صلىاللهعليهوآله سائر الناس إلّا أن في قلوبهم أحقادا وضغائن (١) ولذلك كان من قولهم لهم : أما إذا لم تسلموها لعليّ ، فصاحبنا أحق بها من غيره (٢). لذلك اعتزلوا بسيّدهم سعد ليبايعوه للخلافة وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية :
يا سعد أنت المرجّى |
وشعرك المرجّل |
وفحلك المرجّم (٣)! |
وذكر البلاذري : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان قد آخى بين عمر بن الخطاب وبين عويم بن ساعدة الأوسي (٤) وكان عمر يثنى عليه (٥) ومن حلفاء الأوس معن بن عديّ البلوي (٦) وكان صديقا لعويم الأوسي ، واتفق بين هذين الرجلين وبين ابن عبادة الخزرجي ما أثار بينهما بغضا وشحناء شرحه أبو عبيدة معمّر بن المثنّى في «كتاب القبائل» وأشار إليه المعتزلي (٧).
__________________
(١) عن مجالس المؤمنين ١ : ٢٣٤ ، عن الطبري في كتاب الولاية ، بل روى بمعناه المعتزلي عن الجوهري ٦ : ٤٤. وفي كتاب السقيفة : ٦٨.
(٢) قاموس الرجال ٥ : ٤٩ عن رسائل الأئمة للكليني.
(٣) روضة الكافي : ٢٤٦ ، الحديث ٤٥٥. ويأتي عن الجوهري : ونجلك المرجّى ، وهو أولى ، وفحلك : عدوّك.
(٤) عن أنساب الأشراف ١ : ٢٧١.
(٥) عن أسد الغابة في قاموس الرجال ٨ : ٢٩٠.
(٦) ابن اسحاق في السيرة ٢ : ٣٤٥.
(٧) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ٦ : ١٩.