فقال له علي عليهالسلام : والله لو ذهبت تروم من ذلك شيئا .. فإني لا أعاملك إلّا بالسيف قبل أن تصل إلى شيء من ذلك ، وعلمت أنك لا تصل إلى ذلك حتى يندر عنك الذي فيه عيناك! وتلاحيا واستبّا!
فاجتمع المهاجرون والأنصار وقالوا : والله ما نرضى بهذا أن يقال في ابن عمّ رسول الله وأخيه ووصيّه! وكادت أن تقع فتنة! فتفرّقا (١).
إلّا أن السيد المرتضى في «عيون المعجزات» روى مرسلا : أن الناس لما أصبحوا لام بعضهم بعضا قالوا : إنّ نبيّنا خلّف بنتا (واحدة) ولم نحضر وفاتها والصلاة عليها ودفنها ، ولا نعرف قبرها فنزورها؟!
فقال من تولّى الأمر : هاتوا من نساء المسلمين من تنبش هذه القبور (السبعة في البقيع) حتى نجد فاطمة فنصلّي عليها ونزور قبرها!
فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليهالسلام فخرج مغضبا قد احمرّت عيناه وقد تقلّد سيفه ذا الفقار ، حتى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيه ، فقال عليهالسلام : لو نبشتم قبرا من هذه القبور لوضعت السيف فيكم! فتولّى القوم (٢).
وكأنه اختصر خبر الطبري الإمامي في «دلائل الإمامة» عن محمد بن همّام قال :
إن المسلمين لما علموا وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا فيه أربعين قبرا ، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور ، فضجّ الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا : لم يخلّف نبيّكم فيكم إلّا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها ولا تعرفون قبرها.
__________________
(١) علل الشرائع ١ : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ بتصرّف يسير.
(٢) عيون المعجزات ، كما في بحار الأنوار ٤٣ : ٢١٢.