وفي «الكافي» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : لما قال له أمير المؤمنين : إنها صبية لقي العباس فقال له : ما لي؟ أبي بأس؟ قال : وما ذاك؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردّني! أما والله لأعوّرنّ زمزم ، ولا أدع لكم مكرمة إلّا هدمتها ، ولأقيمنّ عليه شاهدين بأنه سرق! ولأقطعنّ يمينه! فأتى العباس أمير المؤمنين فأخبره وسأله أن يجعل الأمر إليه ، فجعله إليه (١) فزوّجها إياه.
__________________
ويلك؟ أترغبين عن أمير المؤمنين؟! قالت : نعم ، إنه يدخل عابسا ويغلق بابه ويخرج عابسا ويمنع خيره!
فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته وطلبت إليه أن يكفيها فقال : نعم.
فأتى عمر فقال له : يا أمير المؤمنين ؛ بلغني خبر اعيذك بالله منه! قال : ما هو؟ قال : خطبت أمّ كلثوم بنت أبي بكر؟ قال : نعم ، أفترغب بي عنها أم ترغب بها عني؟ قال : ولا واحدة ، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في رفق ولين ، ونحن نهابك من غلظتك ، ولا نستطيع أن نردّك عن خلق من أخلاقك! فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها! فكنت خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك!
وأنا أدلّك على خير منها : أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب ، وتعلق منها بسبب من رسول الله! فقال عمر : فكيف وقد كلمت عائشة! قال عمرو : أنا لك بها ، فصرفه عنها إلى أمّ كلثوم بنت فاطمة فهو المثير لهذه الفتنة والذريعة بالانتساب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله!
(١) فروع الكافي ٥ : ٣٤٦ الحديث ٢ ، الباب ٢٣ وفي مرآة العقول ٣ : ٤٤٨ ط. حجر ، ذكر المجلسي أجوبة الشيخ المفيد وردّها من السيد المرتضى ثم قال : والأصل في الجواب : أن ذلك وقع على سبيل التقية والاضطرار ، ولا استبعاد في ذلك ، فإن كثيرا من المحرّمات تنقلب عند الضرورة وتصير من الواجبات .. وهذا مما يسكّن استبعاد الأوهام ، والله أعلم بحقائق أحكامه وحججه عليهمالسلام. أقول : وإنما تزوجها سياسيا ليغطي بذلك على عدوانه على أمّها وأبيها ، وهو أمر متكرر على مرّ التاريخ من دهاة السياسيين. كما تزوّج مصعب بن الزبير سكينة بنت الحسين عليهالسلام ليغطّي على عدوانهم على بني هاشم.