عرف الاختلاف فليس بمستضعف » (١).
وفيه أيضا عن أبي الحسن موسى عليهالسلام أنّه كتب : « الضعيف من لم ترفع إليه الحجّة ، ومن لم يعرف الاختلاف ، فإذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف » (٢) فإنّ من المعلوم من سياق الخبرين أنّ المراد من الاختلاف هو الخلاف الواقع بين الفريقين ، فلا دخل له بالإيمان والكفر كما لا يخفى.
وأمّا الثاني ، فصرّح بعضهم (٣) بأنّ المراد من المستضعف (٤) من لم يقدر على المهاجرة (٥) مع النبي صلىاللهعليهوآله ومن الواضح عدم ارتباطه بالكفر والإسلام ، هذا غاية ما يمكن الانتصار به لهذا القول.
ولكنّ الإنصاف أنّ المستضعف أعمّ ممّن لم يعرف الخلاف بين الفريقين وبين غيرهم من سائر المذاهب ، وورود الخبر فيهم لا ينافي عمومه لغيرهم ، وقد صرّح الإمام عليهالسلام بوجود الواسطة في أخبار كثيرة :
منها : ما رواه في الكافى عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث طويل قال : قلت : فهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة؟ فقال : « تصوم وتصلّي وتتّقي الله ولا تدري ما أمركم؟ » ، فقلت : قد قال الله تعالى : ( فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ )(٦) وأنّه لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولا كافر قال : فقال أبو جعفر عليهالسلام : « قول الله أصدق من قولك يا زرارة أرأيت قول الله عزّ وجلّ : ( خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ )(٧) فلما قال : عسى؟ » قلت : ما هم إلاّ مؤمنين أو كافرين ، قال : « فما تقول في قوله عزّ وجلّ : ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ ...؟ » ) الآية فقلت : ما هم إلاّ مؤمنين أو
__________________
(١) الكافى ٢ : ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ، باب المستضعف ، ح ٧ و ١٠ ؛ البحار ٦٩ : ١٦٢ ، باب ١٠٢ ، ح ١٧ و ١٨.
(٢) الكافى ٢ : ٤٠٦ ، باب المستضعف ، ح ١١.
(٣) انظر التبيان ٣ : ٣٠٣ ؛ مجمع البيان ٣ : ١٣٢ و ١٧٠.
(٤) « ل » : بالمستضعف.
(٥) « ل » : الهجرة.
(٦) التغابن : ٢.
(٧) التوبة : ١٠٢.