من خمسين سنة فصاعدا (١) أصل أو كتاب يراجعون إليه ، وكانوا إذا حدثت (٢) حادثة وروى ثقة فيها خبرا من المعصوم [ المتقدّم ] ، يعملون بخبره من غير تربّص وسؤال عن أنّه هل هناك عند أحد مخصّص أو معارض أو ناسخ أو مقيّد؟ وكانوا يعملون إلى أن يجيء من عند الإمام الحيّ معارض (٣) أو غيره ، ثمّ بعد جمع جلّ الأحاديث في الأصول والكتب ما كان عند كلّ واحد من فضلائهم إلاّ أصل (٤) لا غير ، أو مع أصل واحد من غيره.
وبالجملة ، ما كان مجموع الأحاديث مجتمعا (٥) عندهم ، وما كان لهم مثل التهذيب بل مثل الفقيه والأئمّة عليهمالسلام يعلمون (٦) هذه الطريقة منهم ، ولا ينكرونهم بل يحثّونهم على العمل بالأصول وكتابة (٧) الأحاديث.
وبالجملة ، قد حصل لنا علم قطعي من التتبّع بتجويز العمل من أئمّتنا عليهمالسلام بخبر العدل الإمامي من غير فحص ، ولهذا عملنا بظواهر الأخبار مع ما قلنا من أنّ مدار التكاليف في كلّ اللغات على الظواهر من لدن آدم إلى يومنا هذا ، ولو لا هذا الذي قلنا ، لكنّا في العمل بظواهر الأخبار متوقّفين (٨) ، والله الموفّق والمعين (٩). انتهى كلامه رفع مقامه (١٠).
وإنّما نقلناه (١١) بطوله ليعلم موارد النظر فيه بعد ما قدّمنا لك من وجود المقتضي ورفع المانع ، وكفاك ردّا عليه ما قلنا من إجماع الأمّة على العمل به من لدن زمن النبيّ
__________________
(١) في المصدر : « وما عدا عندهم » بدل : « فصاعدا ».
(٢) « ش » : أحدثت.
(٣) في المصدر : المعارض.
(٤) في المصدر : أصله.
(٥) « ل » : مجموعا.
(٦) في المصدر : يعملون.
(٧) « ل » : كتب.
(٨) في المصدر : + أيضا.
(٩) شرح الوافية ( مخطوط ) : ٥٧ / ب ـ ٦٠ / أ.
(١٠) « ل » : ـ رفع مقامه.
(١١) « ش » : نقلنا.