ـ عليه السّلام ـ يمرّ به وينزل عليه ، وأنّ عيسى ـ عليه السّلام ـ غاب عنه حينا ثمّ مرّ به ليسلّم عليه ، فخرجت إليه أمّه فسألها عنه ، فقالت : مات يا رسول الله. قال : أفتحبّين أن تريه (١)؟ قالت : نعم. فقال لها : فإذا كان غدا فآتيك حتّى أحييه لك بإذن الله ـ تبارك وتعالى ـ فلمّا كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره. فانطلقا حتّى أتيا قبره فوقف [عليه] (٢) عيسى ـ صلّى الله عليه ـ. ثمّ دعا الله ـ عزّ وجلّ ـ فانفرج القبر وخرج ابنها حيّا. فلمّا رأته أمّه ورآها بكيا. فرحمهما عيسى ـ عليه السّلام ـ فقال [له].(٣) عيسى : أتحبّ أن تبقى مع أمّك في الدّنيا؟ فقال : يا نبي الله بأكل ورزق ومدّة أم بغير أكل ورزق ومدّة (٤)؟ فقال له عيسى ـ عليه السّلام ـ : بأكل ورزق ومدّة [و] (٥) تعمّر عشرين سنة وتزوّج ويولد لك ، قال : نعم إذا.
قال : فدفعه عيسى إلى أمّه فعاش عشرين سنه [تزوّج] (٦) وولد له.
وفي الكافي (٧) : عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن عليّ بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد ، عن عبد الله بن سليم العامريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ عيسى بن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريّا ـ عليهما السّلام ـ وكان سأل ربّه أن يحييه له ، فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر ، فقال له : ما تريد منّي؟ فقال له : أريد أن تؤنسني كما كنت في الدّنيا ، فقال له : يا عيسى ما سكنت عنّي حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدّنيا وتعود عليّ حرارة الموت ، فتركه فعاد إلى قبره.
(وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) : بالمغيبات من أحوالكم الّتي لا تشكّون فيها.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٨) ، حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ قال : حدّثني جعفر بن عبد الله قال : حدّثنا كثير بن عيّاش ، عن زياد بن المنذر [عن] (٩) أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ في قوله : ([وَ]) (١٠) (أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ [فِي بُيُوتِكُمْ)] (١١) فإنّ عيسى ـ عليه السّلام ـ كان يقول لبني إسرائيل :
__________________
(١) المصدر : تراه.
(٢) من المصدر.
(٣) من المصدر.
(٤) المصدر وا : ولا رزق ولا مدة.
(٥ و ٦) من المصدر.
(٧) الكافي ٣ / ٢٦٠ ، ح ٣٧.
(٨) تفسير القمي ١ / ١٠٢.
(٩ و ١٠) و ١١ ـ من المصدر.