فقال : آدم وحوّاء وكبش إبراهيم (١) وعصا موسى وناقة صالح والخفّاش الّذي عمله عيسى بن مريم ، فطار بإذن الله تعالى.
(وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) : الّذي ولد أعمى ، والممسوح العين.
(وَالْأَبْرَصَ) : الّذي به البرص ، نقل (٢) : أنّه ربّما يجتمع عليه ألوف من المرضى ، من أطاق منهم أتاه ، ومن لم يطق أتاه عيسى. وما يداوي إلّا بالدّعاء.
(وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) :
كرّره لدفع توهّم الألوهيّة (٣) فإنّ الإحياء ليس من جنس الأفعال البشريّة.
وفي عيون الأخبار (٤) ، بإسناده إلى أبي يعقوب البغداديّ قال : قال ابن السّكيت لأبي الحسن الرّضا ـ عليه السّلام ـ : لما ذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء [والعصا] (٥) وآلة السّحر ، وبعث عيسى بالطّبّ ، وبعث محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالكلام والخطب؟
فقال له أبو الحسن ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله تعالى لمّا بعث موسى ـ إلى أن قال ـ : وإن الله تعالى بعث عيسى ـ عليه السّلام ـ في وقت ظهرت فيه الزّمانات واحتاج النّاس إلى الطّب ، فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن عندهم مثله ، وإنّما أحيا لهم الموتى وأبرأ الأكمه (٦) والأبرص بإذن الله تعالى وأثبت به الحجّة عليهم.
وفي روضة الكافي (٧) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ابن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل : هل كان عيسى بن مريم أحيا أحدا بعد موته حتّى كان له أكل ورزق ومدّة وولد؟
فقال : نعم ، إنّه كان له صديق مؤاخ له في الله تعالى وكان عيسى
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : إسماعيل.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ١٦١ ـ ١٦٢.
(٣) الأصل : اللاهوتيّة. وما أثبتناه في المتن موافق أو أنوار التنزيل ١ / ١٦٢.
(٤) عيون أخبار الرضا ٢ / ٧٩ ـ ٨٠ ، ضمن حديث ١٢.
(٥) من أ. وفي المصدر : «بالعصا ويده البيضاء» بدل «بيده البيضاء والعصا».
(٦) المصدر : أبرأ لهم الأكمه.
(٧) الكافي ٨ / ٣٣٧ ، ح ٥٣٢.