صحيحا.
ولئن زعمت أنّ عيسى ـ عليه السّلام ـ أبرأ ذوي العاهات (١) من عاهاتهم ، فإنّ محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ بينما هو في بعض (٢) أصحابه إذا (٣) هو بامرأة فقالت : يا رسول الله إنّ ابني قد أشرف على حياض الموت كلّما أتيته بطعام وقع عليه التّثاؤب. فقام النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقمنا معه. فلمّا أتيناه قال له ، جانب يا عدوّ الله وليّ الله (فأنا) (٤) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. فجانبه الشّيطان ، فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا.
ولئن زعمت أنّ عيسى بن مريم أبرأ العميان (٥) ، فإنّ محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ قد فعل ما هو أكثر من ذلك ، إنّ قتادة بن ربعي كان رجلا صحيحا ، فلمّا كان يوم أحد أصابته طعنة في عينه ، فبدرت حدقته فأخذها بيده ، ثمّ أتى بها النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقال : يا رسول الله إنّ امرأتي الآن تبغضني ، فأخذها رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من يده ، ثمّ وضعها مكانها ، فلم تكن تعرف إلّا بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى.
ولقد خرج عبد الله بن عتيك (٦) وبانت يده يوم حنين ، فجاء إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ليلا ، فمسح عليه يده ، فلم تكن تعرف من اليد الأخرى.
ولقد أصاب محمّد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف (٧) مثل ذلك في عينه ويده ، فمسحه رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فلم يستبينا.
ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه (٨) ، فمسحها فما عرفت من الأخرى ، فهذه كلّها دلالة لنبوّته ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
قال له اليهوديّ : فإنّ عيسى يزعمون أنّه أحيا الموتى بإذن الله.
__________________
(١) هكذا في النسخ. وفي المصدر : ذا العاهات.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) المصدر : إذ.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فأتاه.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : العمياء.
(٦) المصدر : «عبد الله بن عبيد» وقيل فيه : «في بعض النسخ : عتيك» والظاهر هو الأصوب. كذا ورد في النسخ. ر. تنقيح المقال ٢ / ١٩٧ ، رقم ٦٩٤٧.
(٧) المصدر : كعب بن أشرف.
(٨) «في عينه» ليس في ر.