إنّكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق : فرقتين مفتريتين (١) على الله في النّار ، وفرقة تتبّع شمعون صادقة على الله في الجنّة. ثمّ رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت ، وهم ينظرون إليه.
ثمّ قال [أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ :] (٢) إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم ، فأخذوا الرّجل الّذي قال له عيسى : إنّ منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح ، اثنتي عشرة كفرة. وأخذوا الشّابّ الّذي ألقي عليه شبح عيسى ـ عليه السّلام ـ فقتل وصلب ، وكفر الّذي قال له عيسى : تكفر قبل أن تصبح ، اثنتي عشرة كفرة.
وفي كتاب كمال الّدين وتمام النّعمة (٣) بإسناده إلى محمّد بن إسماعيل القرشيّ ، عمّن حدّثه ، عن إسماعيل بن أبي رافع ، عن أبيه [أبي رافع] (٤) قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ جبرئيل ـ عليه السّلام ـ نزل عليّ بكتاب ، فيه خبر الملوك ملوك الأرض [قبلي ،] (٥) وخبر من بعث قبلي من الأنبياء والرّسل. وهو حديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
قال : لمّا ملك أشجّ بن أشجان ، وكان يسمّى الكيس ، وكان قد ملك مأتين وستّا وستّين سنة ، ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه ، بعث الله ـ عزّ وجلّ ـ عيسى بن مريم ـ عليه السّلام ـ واستودعه النّور والعلم والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله ، وزاده الإنجيل ، وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل ، يدعوهم إلى كتابه وحكمته وإلى الإيمان بالله وبرسوله (٦) ، فأبى أكثرهم إلّا طغيانا وكفرا ، فلمّا لم يؤمنوا [به] (٧) دعا ربّه وعزم عليه ، فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا ، فلم يزدهم ذلك إلّا طغيانا وكفرا ، فأتى بيت المقدس ، فمكث يدعوهم ويرغّبهم [فيما عند الله] (٨) ثلاثا وثلاثين سنة ، حتّى طلبته اليهود ، وادّعت أنّها عذّبته ودفنته في الأرض حيّا ، وادّعى بعضهم أنّهم (٩) قتلوه وصلبوه ، وما كان الله ليجعل لهم سلطان عليه ، وإنّما شبّه لهم ، وما قدروا على عذابه ودفنه ، ولا على قتله وصلبه [لقوله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) فلم
__________________
(١) أ : مقربين.
(٢) من المصدر.
(٣) كمال الدين وتمام النعمة / ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٤ و ٥) من المصدر.
(٦) هكذا في أ. وفي المصدر وسائر النسخ : رسوله.
(٧) من المصدر.
(٨) ليس في أ.
(٩) هكذا في المصدر. وفي النسخ : أنّه.