الله أخذ الميثاق على الأنبياء أن يخبروا أممهم (١) بمبعث رسول الله ، وهو محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ ونعته وصفته ، ويبشّروهم به ويأمروهم بتصديقه ويقولوا : هو (٢) مصدّق لما معكم من كتاب وحكمة ، وإنّما الله أخذ ميثاق الأنبياء ليؤمننّ به ويصدّقوا بكتابه ـ وحكمته ، كما صدّق بكتابهم وحكمتهم.
وقوله : ولتنصرنّه ، يعني ، ولتنصروا وصيّه. (٣)] (٤)
وروى الحسن بن أبي الحسن الدّيلميّ ـ رحمه الله (٥) ـ في كتابه : بإسناده عن فرج ابن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : ـ وقد تلا هذه الآية ـ : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) ـ يعني : رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (وَلَتَنْصُرُنَّهُ) ، يعني : وصيّه أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ ولم يبعث الله نبيّا ولا رسولا ، إلّا وأخذ عليه الميثاق لمحمّد بالنّبوّة ، ولعليّ بالإمامة.
وذكر صاحب (٦) «كتاب الواحدة» (٧) قال : روى أبو محمّد الحسن بن عبد الله الأطروش الكوفيّ قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد البجليّ قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ قال : حدّثني عبد الرّحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن أبي حمزة الثّماليّ ، عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ قال : قال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أحد واحد تفرد في وحدانيّته ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت نورا ، ثمّ خلق من ذلك النّور محمّدا ـ صلّى الله عليه وآله ـ وخلقني وذرّيّتي ، ثمّ تكلّم بكلمة فصارت روحا ، فأسكنه الله في ذلك النّور وأسكنه في أبداننا.
فنحن روح الله وكلماته فبنا احتجب عن (٨) خلقه ، فما زلنا في ظلّة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف ، نعبده ونقدّسه ونسبّحه ، وذلك قبل أن يخلق خلقه ، وأخذ ميثاق الأنبياء بالإيمان والنّصرة لنا ، وذلك قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ)
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي الأصل : أمتهم.
(٢) «يقولوا هو» ليس في المصدر.
(٣) لهذا الحديث في المصدر تتمة.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) المصدر : «ويؤيده ما ذكره» بدل «وذكر صاحب»
(٧) نفس المصدر والموضع.
(٨) هكذا في المصدر. وفي النسخ : على.