(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ). يا عليّ ، من سوّف الحّج حتّى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديّا أو نصرانيّا.
وفي الكافي (١) : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم البجليّ ومحمّد بن يحيى ، عن العمركيّ بن عليّ جميعا ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ تعالى ـ فرض الحجّ على أهل الجدّة (٢) في كلّ عام ، وذلك قوله ـ تعالى ـ : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ).
قال : قلت : فمن لم يحجّ فقد كفر؟
قال : لا ، ولكن من قال : ليس هذا هكذا ، فقد كفر.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن أبي أسامة زيد الشّحّام (٤) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ [..]. قال : قلت : أرأيت قول الله : (وَمَنْ كَفَرَ) أهو في الحجّ؟
قال : نعم (٥) ، قال : هو كفر النّعم. وقال : من ترك في خبر آخر قيل (٦) : وروي أنّه نزل صدر الآية ، جمع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أرباب الملل فخطبهم ، وقال : إنّ الله كتب عليكم الحجّ فحجّوا ، فآمنت به ملّة واحدة وكفرت به خمس ملل ، فنزل : (وَمَنْ كَفَرَ).
وفي أصول الكافي (٧) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه (٨) وعبد الله بن الصّلت جميعا ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبد الله ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : بني الإسلام على خمسة أشياء : على الصّلاة ، والزّكاة ، والحجّ ، والصّوم ، والولاية.
قال زرارة : فقلت : وأيّ [شيء] (٩) من ذلك أفضل؟
__________________
(١) الكافي ٤ / ٢٦٥ ، ح ٥.
(٢) الجدة : الغنى والثّروة.
(٣) تفسير العياشي ١ / ١٩٣ ، ذيل حديث ١١٥.
(٤) النسخ : «ابن أسامة بن زيد». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر. وهكذا في تفسير البرهان ١ / ٣٠٤.
وأيضا ر. تنقيح المقال ، فصل الكنى ، ٣ / ١.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) بدل «أهو في الحجّ؟ قال : نعم».
(٦) أنوار التنزيل ١ / ١٧٣.
(٧) الكافي ١ / ١٨ ـ ١٩ ، صدر حديث ٥.
(٨) هكذا في المصدر. وفي الأصل : «عن» بدل «و».
(٩) من المصدر.