ضربت عليهم الذّلّة في عامّة الأحوال ، إلّا في حال اعتصامهم أو تلبّسهم بحبل الله وحبل من النّاس.
وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن عدّة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله : (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ).
قال : الحبل من الله كتاب الله ، والحبل من النّاس [هو] (٢) عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.
وفي كتاب نهج الإمامة (٣) : روى أبو عبد الله الحسين بن جبير ـ صاحب كتاب النّخب (٤) ـ حديثا مسندا إلى أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ في قوله : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ).
قال : حبل من الله كتاب الله ، وحبل من النّاس عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ.
(وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) : رجعوا به ، مستوجبين له.
(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) : واليهود في غالب الأمر مساكين فقراء.
(ذلِكَ) ، أي : عدم إيمانهم المشار إليه بقوله : (وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) ، العلّة لضرب الذّلّة والمسكنة عليهم.
وقيل (٥) : إشارة إلى ما ذكر من ضرب الذّلّة والمسكنة والبوء بالغضب.
__________________
(١) تفسير العياشي ١ / ١٩٦ ، ح ١٣١.
(٢) من المصدر.
(٣) تأويل الآيات الباهرة ، مخطوط / ٤٤.
و «نهج الامامة» هذا هو «نهج الايمان» في الامامة والمناقب ، للشيخ علي بن يوسف الشهير بابن جبير وسبط ابن جبير. رتّبه في ٤٨ فصلا. جمعه المؤلّف من ألف كتاب كما صرّح به في أوّله. وابن جبير هذا حفيد ابن جبير صاحب «نخب المناقب». (ر. الذريعة ٢٤ / ٤١١)
(٤) «نخب المناقب لآل أبي طالب» منتخب من «مناقب آل أبي طالب» تصنيف محمد بن علي بن شهر آشوب. والناخب هو أبو عبد الله الحسين بن جبير تلميذ نجيب الدين علي بن فرج الذي كان تلميذ ابن شهر آشوب المؤلف. وابن جبير هذا هو جدّ علىّ بن يوسف المعروف بسبط ابن جبير ومؤلّف «نهج الإيمان» ، والذي ينقل في عدّة فصول منه عن كتاب جدّه «نخب المناقب» هذا مصرّحا بأنّ مؤلفه جده. (ر. الذريعة ٢٤ / ٨٨)
(٥) أنوار التنزيل ١ / ١٧٧.