كنّ فيه استكمل خصال الإيمان : من صبر على الظّلم وكظم غيظه واحتسب وعفا وغفر ، كان ممّن يدخله الله ـ تعالى ـ الجنّة بغير حساب ، ويشفّعه في مثل ربيعة ومضر.
عن زرارة (١) قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام (٢) ـ يقول : إنّا أهل بيت ، مروءتنا العفو عمّن ظلمنا.
عن أبي حمزة الثّماليّ (٣) ، عن عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ [قال : ما أحبّ أنّ لي بذلّ نفسي حمر النّعم ، و] (٤) ما تجرّعت جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظه (٥) لا أكافئ [بها] (٦) صاحبها.
(وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) : التّاركين عقوبة من استحقّوا مؤاخذته.
وفي الكافي (٧) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : عليكم بالعفو ، فإنّ العفو لا يزيد العبد إلّا عزّا ، فتعافوا يعزّكم الله.
وفي مجمع البيان (٨) : روي أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : انّ هؤلاء في أمّتي قليل إلّا من عصمه (٩) الله ، وقد كانوا كثيرا في الأمم الماضيه (١٠).
(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (١٣٤) :
يحتمل الجنس ، ويدخل تحته هؤلاء. والعهد ، فتكون الإشارة إليهم.
وفي مجمع البيان (١١) : روي أنّ جارية لعليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ جعلت تسكب عليه الماء ليتهيّأ للصّلاة ، فسقط الإبريق من يدها فشجّه ، فرفع رأسه إليها.
فقال له الجارية : إنّ الله ـ تعالى ـ يقول : (وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ).
فقال لها : قد كظمت غيظي.
قالت : (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ). قال : قد عفا الله عنك.
قالت (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
__________________
(١) نفس المصدر / ١٠ ، ح ٣٣.
(٢) المصدر : أبا عبد الله ـ عليه السّلام.
(٣) نفس المصدر / ٢٣ ، ح ٨١.
(٤) من المصدر.
(٥) المصدر : غيظ.
(٦) من المصدر.
(٧) الكافي ٢ / ١٠٨ ، ح ٥.
(٨) مجمع البيان ١ / ٥٠٥.
(٩) المصدر : عصم.
(١٠) المصدر : «الّتي مضت» بدل «الماضية».
(١١) نفس المصدر ١ / ٥٠٥.