و «ما» مصدريّة ، ويحتمل الموصولة بحذف العائد ، وكان حقّها أن تنفصل في الخطّ لكنّها وقعت متّصلة في قرآن عثمان فاتّبع.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم والكسائيّ ويعقوب ، بالياء ، على أنّ «الّذين» فاعل وأنّ مع ما في حيّزه مفعول. وفتح سينه ـ في جميع القرآن ـ ابن عامر وعاصم وحمزة (١).
والإملاء ، الإمهال ، وإطالة العمر.
وقيل (٢) : تخليتهم وشأنهم ، من أملى لفرسه ، إذا أرخى له الطّول ليرعى كيف شاء.
(إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً) : استئناف بما هو العلّة للحكم قبلها. و «ما» كآفّة.
واللّام ، للعاقبة ، أي ، يكون عاقبة أمرهم ازدياد الإثم.
وقرئ : «أنّما» بالفتح ، وبكسر الأولى. و «لا يحسبنّ» بالياء ، على معنى : ولا يحسبنّ الّذين كفروا أنّ إملاءنا لهم لازدياد الإثم ، بل للتّوبة والدّخول في الإيمان. و «إنّما نملي لهم» اعتراض ، معناه ، أنّ إملاءنا لهم خير إن انتبهوا وتداركوا فيه ما فرط (٣) منهم.
(وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١٧٨) : على هذا يجوز أن يكون حالا من الواو ، أي : ليزدادوا إثما ، معدّا لهم عذاب مهين.
وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : أخبرني عن الكافر ، الموت خير له أم الحياة؟
فقال : الموت خير للمؤمن والكافر.
قلت : ولم؟
قال : لأنّ الله يقول : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) ويقول : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ).
وعن يونس (٥) رفعه ـ قال : قلت له : زوّج رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ابنته فلانا.
قال : نعم.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ١٩٤.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) تفسير العياشي ١ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، ح ١٥٥.
(٥) نفس المصدر ١ / ٢٠٧ ، ح ١٥٦.