وفي أصول الكافي (١) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن مروك بن عبيد (٢) ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لعن الله القدريّة ، لعن الله الخوارج ، لعن الله المرجئة ، لعن الله المرجئة.
قال : قلت : لعنت هؤلاء مرّة مرّة ، ولعنت هؤلاء مرّتين؟
قال : إنّ هؤلاء يقولون : إنّ قتلتنا مؤمنون ، فدماؤنا (٣) متلطّخة بثيابهم إلى يوم القيامة ، إنّ الله حكى عن قوم (٤) في كتابه : «لن (نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) قال : كان بين القائلين والقاتلين (٥) خمسمائة عام ، فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا.
وفي تفسير العيّاشيّ (٦) مثل ما في أصول الكافي ، إلّا أنّ بعد : «إذ كنتم صادقين» قال : فكان بين الّذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمسمائة عام ، فسمّاهم الله قاتلين برضاهم بما صنع أولئك.
عن محمّد بن هاشم (٧) ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لمّا نزلت هذه الآية : (قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) وقد علم أن قالوا : والله ما قتلنا ولا شهدنا. قال : وإنّما قيل لهم : ابرؤوا من قتلتهم ، فأبوا.
عن محمّد بن الأرقط (٨) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال لي : تنزل الكوفة؟
قلت : نعم.
قال : فترون قتلة (٩) الحسين بين أظهركم؟
قال : قلت : جعلت فداك ، ما بقي منهم أحد.
قال : فإذا أنت لا ترى القاتل إلّا من قتل ، أو من ولي القتل ، ألم تسمع إلى
__________________
(١) الكافي ٢ / ٤٠٩ ، ح ١.
(٢) أ : «محروك بن عبيد». ر : «مروك بن عمير». وكلاهما خطأ. ر. تنقيح المقال ٣ / ٢١٠ رقم ١١٦٦٥.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فدماؤهم.
(٤) أ : قومه.
(٥) المصدر : القاتلين والقائلين.
(٦) تفسير العياشي ١ / ٢٠٨ ، ح ١٦٣.
(٧) نفس المصدر ١ / ٢٠٩ ، ح ١٦٤.
(٨) نفس المصدر والموضع ، ح ١٦٥.
(٩) المصدر : قتلته.