وفي الحديث السّالف ما يردّ هذا الأخير.
وفي أصول الكافي (١) : حميد بن زياد ، عن الخشّاب ، عن ابن بقّاح ، عن معاذ ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : من لم يسأل الله من فضله افتقر (٢).
أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمد بن عبد الجبّار (٣) ، عن صفوان ، عن ميسّر بن عبد العزيز ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال لي : يا ميسّر ، ادع ولا تقل : «إنّ الأمر قد فرغ منه.» إنّ عند الله ـ عزّ وجلّ ـ منزلة لا تنال إلّا بمسألة ، ولو أنّ عبدا سدّ فاه ولم يسأل لم يعط شيئا. فسل تعط يا ميسّر ليس من باب يقرع إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه.
وفي فروعه (٤) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : ليس من نفس إلّا وقد فرض الله ـ عزّ وجلّ ـ لها رزقا (٥) حلالا يأتيها في عافية وعرّض لها بالحرام من وجه آخر ، فإن هي تناولت شيئا من الحرام قاصّها به من الحلال الّذي فرض لها ، وعند الله سواها فضل كثير ، وهو قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ).
وفي من لا يحضره الفقيه (٦) : وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أحبّ شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه ، أبغض ـ عزّ وجلّ ـ لخلقه المسألة وأحبّ لنفسه أن يسأل. وليس شيء أحب إليه من أن يسأل. فلا يستحي أحدكم أن يسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ من فضله ولو شسع نعل.
وفي تفسير العيّاشيّ (٧) : عن إسماعيل بن كثير ، رفع الحديث إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : لمّا نزلت هذه الآية : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) قال : فقال أصحاب النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ما هذا الفضل ، أيّكم يسأل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن ذلك؟
قال : فقال عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ : أنا أسأله عنه.
فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟
__________________
(١) الكافي ٢ / ٤٦٧ ، ح ٤.
(٢) المصدر : [فقد] افتقر.
(٣) نفس المصدر ٢ / ٤٦٦ ، ح ٣.
(٤) نفس المصدر ٥ / ٨٠ ، ح ٢.
(٥) المصدر : رزقها.
(٦) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٠ ، ح ١٨١.
(٧) تفسير العياشي ١ / ٢٣٩ ، ح ١١٦.