الرّسالات (١) الّتي حملوها إلى أممهم ، فأخبروا أنّهم قد أدّوا ذلك إلى أممهم ، وتسأل الأمم فيجحدونه (٢) كما قال الله (٣) : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) فيقولون : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) فيستشهد (٤) الرّسل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فيشهد بصدق الرّسل ويكذّب (٥) من جحدها من الأمم فيقول لكلّ أمّة منهم : بلى (فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي : مقتدر (٦) على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرّسل إليكم رسالاتهم ، ولذلك (٧) قال الله ـ تعالى ـ لنبيّه : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) فلا يستطيعون ردّ شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وأن تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون ، ويشهد على منافقي قومه وأمّته [وكفّارهم بإلحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده (٨) وتغييرهم سنّته واعتدائهم على أهل بيته وانقلابهم على أعقابهم] (٩) وارتدادهم على أدبارهم واحتذائهم في ذلك سنّة من تقدّمهم من الأمم الظّالمة الخائنة لأنبيائها ، فيقولون بأجمعهم : (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ) (١٠)
وفي أصول الكافي (١١) : عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن زياد القنديّ ، عن سماعة قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ في هذه الآية (١٢) ، قال : نزلت في أمّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ خاصّة ، في كلّ قرن منهم إمام منّا شاهد عليهم ، ومحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ شاهد علينا.
[وفي شرح الآيات الباهرات : مثله سواء] (١٣)
أقول : نزول هذه الآية في هذه الأمّه لا ينافي عموم حكمها ، فلا تنافي بين الأخبار.
__________________
(١) المصدر : الرسالة.
(٢) المصدر : «وتسأل الأمم فتجحد» بدل «فأخبروا أنّهم قد أدّوا ذلك إلى أممهم وتسأل الأمم فيجحدونه».
(٣) الأعراف / ٦.
(٤) المصدر : فتشهد.
(٥) المصدر : تكذيب.
(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : يقتدر.
(٧) المصدر : «كذلك» بدل «ولذلك».
(٨) المصدر : عهده.
(٩) ليس في أ.
(١٠) المصدر : «ظالمين» والآية في سورة المؤمنون / ١٠٦.
(١١) الكافي ١ / ١٩٠ ، ح ١.
(١٢) ذكر في المصدر نفس الآية بدل «هذه الآية».
(١٣) تأويل الآيات الباهرة ، مخطوط / ٤٦. والعبارة ليست في أ.