المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (١) : [حدّثنا أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبد الله بن محمّد الحجّال ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ (٢) في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال : الأئمّة من ولد عليّ وفاطمة ـ عليهما السّلام ـ إلى أن تقوم السّاعة.] (٣)
وبإسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري (٤) قال : لمّا أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ على نبيّه محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قلت : يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله ، فمن أولي الأمر الّذين قرن طاعتهم بطاعته؟
فقال ـ عليه السّلام ـ : هم خلفائي ـ يا جابر ـ وأئمّة المسلمين من بعدي.
أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التّوراة بالباقر وستدركه ـ يا جابر ـ فإذا لقيته فاقرأه منّي السّلام ، ثمّ الصّادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي محمّد وكنيّي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن عليّ. ذاك الّذي يفتح الله ـ تعالى ذكره ـ على يديه مشارق الأرض ومغاربها. ذاك الّذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلّا من امتحن الله قلبه للإيمان.
قال جابر : فقلت له : يا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فهل لشيعته الانتفاع به في غيبته؟
فقال ـ عليه السّلام ـ : والّذي بعثني بالنّبوّة أنّهم يستضيئون بنوره وينتفعون
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة ١ / ٢٢٢ ، ح ٨.
(٢) المصدر : «أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ» وفي الرواة «حماد بن عثمان» و «أبو بصير» متعدد مع تطابق زماني. ولذلك لم نستطيع أن نختار بين «أبي عبد الله» أو «أبي جعفر» ـ عليهما السّلام ـ أحدهما بيانا وصوابا.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٤) نفس المصدر ١ / ٢٥٣ ، ح ٣.