(فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ) : بالتّوبة والإخلاص.
(وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ) : واعتذروا إليك ، حتّى انتصبت لهم شفيعا. وإنّما عدل عن الخطاب تفخيما لشأنه ، وتنبيها على أنّ حقّ الرّسول أن يقبل اعتذار التّائب وإن عظم جرمه ويشفع له ، ومن منصبه أن يشفع في كبائر الذّنوب.
(لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (٦٤) : لعلموه قابلا لتوبتهم ، متفضّلا عليهم بالرّحمة. وإن كان «وجد» بمعنى : صادف ، كان «توّابا» حالا و «رحيما» بدلا منه ، أو حالا آخر ، أو من الضّمير فيه.
وفي كتاب المناقب (١) ، لابن شهر آشوب : إسماعيل بن يزيد بإسناده ، عن محمّد بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ أنّه قال : أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فتغيّب حتّى وجد الحسن والحسين ـ عليهما السّلام ـ. في طريق خال. فأخذهما فاحتملهما على عاتقيه (٢) وأتى بهما النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ. فقال : يا رسول الله إنّي مستجير بالله وبهما. فضحك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ حتّى ردّ يده إلى فيه (٣). ثمّ قال للرّجل : اذهب وأنت طليق (٤). وقال للحسن والحسين : قد شفّعتكما فيه أي فتيان. فأنزل الله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً).
وفي الكافي (٥) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان وابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخل أو حين تدخلها ، ثمّ تأتي قبر النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى أن قال ـ عليه السّلام ـ : اللهمّ إنّك قلت : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) وإنّي أتيت نبيّك مستغفرا تائبا من ذنوبي ، وإنّي أتوجّه بك إلى الله ربّي وربّك ليغفر لي ذنوبي.
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ / ٤٠٠.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : عاتقه.
(٣) المصدر : فمه.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فأنت طلبتي.
(٥) الكافي ٤ / ٥٥٠ ـ ٥٥١ ، ح ١.